أنا والأبانا

“وقالوا له يا معلّم علمنا كيف نصلّي”لوقا 11: 1، هي صلاة أساسية وهي صلاة تردّد على كل مسيحي منذ الفجر الأول للمسيحية. ردّدها بلايين من المسيحيين من فجر المسيحية فخرج منهم الفلاسفة والمفكرين كما الاهوتيون كما القديسون والابرار والصديقون.

Share this Entry

الابانا ليس بصلاة عادية بل هو مزمور البنّوة الإلهية للبشر؛ وحسب Costa Curta  هو أجمل مزمور وجد. كيف هو مزمور البنوّة فالقسم الاول منه هو مفاعيل البنوّة أما القسم الثاني فهي شروطها (من عند أعطنا خبزنا كفاف يومنا). إن كنا سنذهب بتعمّق عن معنى كلمة مزمور في اللغات ؛ في العربية اتت من كلمة زمار والعبرية تْهليم أي هَلَّلّ والفعل هلل يترافق مع العزف على الآلات الموسيقية فرحًا. والمزمور تطور تدريجيا مع تاريخ الخلاص فكانت كل مرحلة أو إختبار تنتهي بكتابة مزمور الذي هو كعقد بين الله الذي يوحيه ويعلّمه للكاتب لكي ينشده له وذلك حسب نظرية Costa Curta.

كيف نقول أبانا الذي في السموات وأنا ارفض تلك البنّوة التي وهبني إياها المسيح على الصليب عبر صلبي له من خلال أفعالي.

كيف نقول ليتقدّس اسمك وأنا على باب كلّ مشكلة أكسر تلك القدسية بالخطيئة والشتائم.

كيف نقول ليأتي ملكوتك كما في السماء كذلك على الأرض وأنا أحول سمائي وسلامي إلى جحيم وعداء وحرب مع الأشخاص المحيطين بي وأنا أفعل مشيئتي عند حرماني من أشياء غزيرة كأن اكون والد من أشياء عزيزة واستبدل تعاليم الكنيسة من أجل مشروعي الخاص فاتخلّى عن إسحاقي وأستبداله باسماعيلي الخاص.

كيف نقول أعطنا خبزنا كفاف يومنا ونحن لا نتطلع بإخوتنا المحتاجين إمّا ماديًّا وإمّا روحيا.

كيف نقول أخفر لنا ذنوبنا وخطايانا ونحن لا نغفر لمن أخطأ وأساء إلينا ونتقد قتله معنويًا وماديًّا.

كيف نقول ولا تدخلنا في التجارب لكن نجنا من الشرير ونحن نجرب غيرنا عبر أفعالنا المسيئة ونصير أحيانا كالشرير نوسوس للآخرين بالخراب.

كيف أقول لك الملك والقوة والمجد وأنا لا أجعله يملك أبد الدهور على حياتي.

بل يجب أن اقول له يابي الذي في السموات ادخل الى حياتي ولتكن فيها مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض وأعطني خبزي اليومي لا أكثر حتى أكون كطيور السماء والزهور التي تلبس مما لم تنسج لأن سليمان لم يلبس مثلها. أيّها الرب الرحوم الشفوق اغفر لي ذنوبي وخطيايا كما غفرت للزانية والنازفة وللصّ الأيمن وغيرهم؛ ولا تدخلني في التجارب المهلكة يارب بل اجعلني في التجارب والألم خير تلميذ كمثال إبنك وليس كايوب الذي بالرغم من كماليته وبرارته شكّ بك فنقلته من محدوديته الإنسانية إلى منطقك المطلق الكلي السمو عن منطق البشر لكن نجني من الشرير فهو الشاكي فلا تسمح بأن يشكيني يارب فرحمتك هي لا متناهية. فملكك يارب هو قوّة ومجد إلى أبد الآبدين. آمين.

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير