في سبيل فهم معاني صفات مريم في طلبة العذراء

تأمُّل الطلبة المريمية

Share this Entry

لطالما طوبتها الاجيال، وتهللت وتغنت بجمالها، لطالما سلمتها مشيئتها ومعونتها للسيدة الکلية القدرة. إنها أم الفادي، سيدة الفرح في قانا الجليل وسيدة الالم، تلك المرأة التي خرق السيف قلبها. سيدة القيامة، فهي القائمة بالنفس والجسد بعد ابنها يسوع وهي الاولی بالبشرية کلها بعد ابنها الملك الالهي. مريم اسم طوبته الاجيال وجعلته زينتها، مريم اسم أخذته الشعوب اسما لها، فملکوها علی العقول والقلوب مثال سيدة لبنان. کما تزخر المناطق اللبنانية کافة بالکنائس التي تحمل اسمها، مثال سيدة زغرتا والحصن وسيدة مغدوشة، سيدة البيرمريم تلك الملکة السماوية لها طلبتها الخاصة بالمسبحة الوردية التي عليها بنيت تأملي هذا.

مريم هي قديسة لأنها أنجبت إلهها وأصبحت والدة الإله.  طهارتها أضحت خير مثال تقليدًا وتطبيقًا لمقولتها ستطوبني الأجيال وكيف لا وهي عذراء العذارى؛ فهذه الطهارة جعلتها أم السيّد المعّلم يسوع وهي أمًّا عجيبة إذ أنها إبنة ابنها كما يقول دانتيه لأنها ابنته باتباعها تعاليمه اضحت تلميذته الأولى. مريم هي أمُّ البشريّة فأضحت أمًا لكل ما يسمىّ طاهر، عفيف، غير مدنّس، بغير عيب. والعجيبة التي لا يمكن أن يصدقها العقل البشري أنها هي أم خالقها ومخلّصها الذي فدى البشريّة وهي شريكته وساندته عبر صلاتها.

مريم ببتوليتها أضحت رمزًا مكرمًّا من البشّرية والحكمة فمدحناها لأنها قادرة وحنونة وأمينة للوعد الإلهي. هي مرآة العدل لأنها تعكس عدل ورحمة ابنها يسوع فهي كرسي الرحمة وسبب سرور البشريّة لأنها أنجبت النور والخلاص للبشريّة من خلال رحمها رحمت البشرية بالمصالحة الإلهية مع الآب السماوي وطبعًا طواعية يسوع لإرادة أبيه.

نقول يا إناء الرحمة الروحية من كرمتّه الأمومة وأصبح إناءً للعبادة الجليلة. نشبّهها بوردة سرّية فائقة الجمال بجمالها السماوي وهي شامخة ومعمرّة كأرز لبنان ولكنّ الأرز ينحني إجلالا لها لأنها برج داوود الذي تلجأ إليه كل الأمم وبرجًا لا يقدّر بثمن كبرج العاج وأنت بيت الذهب لأنك حملت صانع السموات والأرض وصاحب العهود سوع المسيح لذلك سميت يا تابوت العهد.

يا شمسًا تستدفأ من نور عظمتها وحنانها المنعكس من النور السماوي يا من لجأ إلهيا تلقىّ تعزية لحزنه وشفاءً لمرضه. يقول مثال زغرتاوي بأن مريم هي من تدخل أكثر من بطرس الناس إلى السماء (هذا مختصر عبرة روحية متناقلة من الأجداد) لذلك نقول لها يا باب السماء. مريم توجّة سلطانة على السماء والأرض لذلك نقول لها يا سلطانة الملائكة لأنها حملت سيدّهم وسلطانة الآباء لأنها من أتى ذكرها قبل الجميع وهي أم الكنيسة ومن كانت تشدد الرسل فأضحت سلطانةً عليهم لحضهّم على حبّ ابنها الإلهي.

مريم هي أول شهيدة بعد إبنها لأنها شهدت صلب ابنها البار وقيامته. لذلك نصلّي للعذراء مريم لنكون على مثالها شهداء للحكمة الالهيّة. مريم هي سلطانةً للسموات والأرض وكللت بعد صعودها بالنفس والجسد إلى السماء وهي من ظهرت وأوحت بان يكون هنالك ورديّة لها بموافقة الآب تأملاً بحياة يسوع فمريم هي سلطانة الوردّة المقدّسة. مريم هي أمٌ عجيبة لأنها من حُبِل بها بلا دنس. يا سلطانة الإنتقال بصفتها الأولى وسلطانة السماء بصفتها تستمدّه من ابنها الإله المّجدّ.

Share this Entry

ZENIT Staff

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير