(روبير شعيب)
روما، 25 يناير 2008 (Zenit.org). – تأمل الأب الأقدس بندكتس السادس عشر بالرباط الذي عاشه القديس بولس بين الجهد البشري والنعمة الإلهية، وطبق هذا التوازن والتعاضد على العمل المسكوني.
فخلال الاحتفال بصلاة الغروب الثانية بمناسبة عيد ارتداد القديس بولس الرسول في بازيليك القديس بولس خارج الأسوار في روما، توقف الأب الأقدس متأملاً بشخصية بولس رسول الأمم، واستهل العظة بالقول: “يضعنا عيد ارتداد القديس بولس من جديد أمام حضور هذا الرسول العظيم، الذي اختاره الله لكي يكون “شاهدًا أمام كل البشر” (رسل 22، 15). لقد شكل لحظة اللقاء بالمسيح القائم على طريق دمشف، بالنسبة لشاول الطرسوسي، نقطة التحول الحاسمة في حياته. فقد تم حينها التحول الجذري في حياته، فكان ارتدادًا حقًا وفعليًا”.
وشرح الأب الأقدس بالقول: “بتدخل إلهي، وجد مضطهد الكنيسة الشرس نفسه في برهة أعمى يتلمس خطواته في الظلام، ولكن في قلبه أضاء نور سيحمله بعد قليل لكي يكون رسول الإنجيل المتقد. لم يفارق بولس أبدًا الوعي بأن ارتداد من هذا النوع كان ممكنًا فقط بفضل النعمة الإلهية”.
واستشهد الأب الأقدس برسالة بولس الأولى إلى أهل قورنثوس حيث يقول بولس بعدما جاد بأفضل ما عنده، مكرسًا نفسه دون كلل للتبشير بالإنجيل، كتب بحماسة متجددة: “لقد تعبت أكثر منهم جميعًا، لا أنا، بل نعمة الله التي هي فيّ” (1 كور 15، 10).
وعلق بالقول: “كان لا يعرف هوادة كما لو أن كل عمل الرسالة كان وقفًا على جهوده، ولكن في الوقت عينه كان القديس بولس يعمل انطلاقًا من القناعة الراسخة بان كل قوته كان مصدرها نعمة الله التي تعمل فيه”.
وسلط البابا الضوء على أهمية هذا الموقف البولسي في مسيرتنا نحو الوحدة الكاملة بالقول: “في هذا المساء، يتردد صدى كلمات بولس الرسول بشأن العلاقة بين الجهد البشري والنعمة الإلهية، وملؤها معنىً خاص. في ختام أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين، نجدنا أكثر وعيًا كيف أن عمل إعادة الوحدة، الذي يتطلب كل قوانا وجهودنا، هو على كل حال، أمر يتخطى إمكانياتنا”.
“إن الوحدة مع الله ومع إخوتنا وأخواتنا هي عطية تأتي من العلاء، وتنبع من شركة الحب مع الآب والابن والروح القدس، وفي هذه الشركة تنمو وتكتمل”.
وأشار إلى أنه لا يعود إلينا أن نقرر متى وكيف ستتم هذه الوحدة بالكمال،لأنه “وحده الله يستطيع ذلك! كالقديس بولس، نضع نحن أيضًا رجاءنا وثقتنا “في نعمة الله الذي هو معنا””.
ومن هذا المنطلق أشار الأب الأقدس إلى أنه على ضوء هذا الإطار ينال تحريض القديس بولس إلى مسيحي تسالونيكي قيمته الكاملة: “صلوا باستمرار” (1 تسا 5، 17)، وهي الآية التي اختيرت كموضوع لأسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين لهذه السنة.