بقلم روبير شعيب
واشنطن، الخميس 17 أبريل 2008 (Zenit.org). – توقف البابا في خطابه البارحة إلى أساقفة الولايات المتحدة على إحدى أكبر “العلامات المناهضة لإنجيل الحياة في أميركا” وهي “الاعتداء الجنسي على القاصرين”، الذي هو “مدعاة خجل عميق” و “تصرف غير الأخلاقي بالغ الخطورة”.
وأثنى البابا على اهتمام الأساقفة والكنيسة بضحايا هذه الآفة بالقول: “بعدلٍ تكرسون الأولية لإبداء الرحمة والعناية بالضحايا. إنه مسؤولية موكلة إليكم من الله كرعاة بأن تضمدوا الجراح التي تسببت بها خيانة الثقة، لكي تعززوا الشفاء وتوطدوا المصالحة ولكي تمدوا يد العون باهتمام محب لمن تعرض لخطأ فادح”.
وذكر البابا، من ناحية أخرى، أن “الأكثرية الساحقة من الإكليروس والرهبان في أميركا تقوم بعمل مدهش من خلال حمل رسالة الإنجيل المحررة للشعب الموكل إلى عنايتهم”، ومع ذلك لأنه “من الأهمية بمكان أن تتم حماية الضعفاء من أولئك الذين قد يؤذونهم”.
وسلط بندكتس السادس عشر الضوء على أنه في سبيل تفعيل المبادرات والبرامج وتحقيق أهدافها بالكلية، يجب أن توضع في “إطار أوسع”. وشرح قائلاً: “يستحق الأطفال أن ينموا مع معرفة سليمة للجنس ولموقعها المناسب في العلاقات البشرية. يجب حمايتهم من المظاهر المنحطة والاستغلال البذيء للجنس المتفشي في أيامنا. يحق لهم أن يتربوا على القيم الأخلاقية الأصيلة المتجذرة في كرامة الشخص البشري”.
ولفت أن هذه المسيرة وهذه البرامج تحتاج إلى “محورية العائلة والحاجة إلى تشجيع إنجيل الحياة”. إذ تساءل مبينًا المفارقة: “ما معنى أن نتكلم عن حماية الأطفال عندما يمكن مشاهدة الأفلام الإباحية والعنف في الكثير من البيوت بواسطة وسائل إعلام منتشرة جدًا في أيامنا؟”.
وأضاف: “نحن بحاجة ماسة لكي نعيد النظر بالقيم التي يقوم عليها المجتمع، لكي يتم تقديم تنشئة خلقية سليمة للصغار وللراشدين على حد سواء. للجميع دورهم في هذه المهمة – ليس فقط الأهل، والرؤساء الدينيين، والمربين ومعلمين الدين المسيحي، ولكن وسائل الإعلام وشركات الترفيه أيضًا”.
من ناحية أخرى أشار البابا أن هذه التجربة الصعبة التي تمر فيها الكنيسة في أميركا لا ينبغي أن تجعل الصالحين يفقدون الثقة بل “يجب أن نكون واثقين بأن أيام التجارب هذه ستؤدي إلى تطهير الجماعة الكاثوليكية بأسرها” وستؤدي إلى “كهنوت أكثر قداسة، وأساقفة أكثر قداسة، وكنيسة أكثر قداسة”، مستشهدًا برسالة البابا يوحنا بولس الثاني إلى أساقفة الولايات المتحدة إثر الفضيحة الجنسية في عام 2002.
وأخيرًا دعا البابا الأساقفة إلى أن يكونوا مثالًا يحتذى أمام كهنتهم، لكي يعلموهم بالمثل كيف يضحوا بأنفسهم من أجل رعيتهم، مثل المسيح الراعي الصالح، وأضاف قائلاً: “في هذه المرحلة، إن عنصرًا حيويًا من مهمتكم هو أن تقووا العلاقات مع الإكليروس، وخصوصًا في تلك الحالات التي نشأ فيها توتر بين الكهنة وأساقفتكم مع نشأة المشكلة. من الأهمية بمكان أن تستمروا في إظهار الاهتمام لهم، وأن تدعموهم، وأن تقودوهم بمثالكم”.