الحادي والعشرون من أبريل
روما، الإثنين 21 أبريل 2008 (zenit.org). – ننشر في ما يلي تأمل اليوم الحادي والعشرين من أبريل للبابا بندكتس السادس عشر، من كتاب “بندكتس”.
الفصح والمستقبل
إن المستقبل الذي نصنعه لوحدنا وبقوتنا الخاصة وحيث يجعل الشخص البشري نفسه المقياس الوحيد لما هو إنساني لا يمكن إلا أن يكون مستقبلاً غير إنساني. من هذا المنطلق، يجب أن يكون واضحاً لنا أن وحده المستقبل الذي يُعطى لنا من عند الله هو مستقبل “إنساني”. وبالتالي، علينا أن ننظر إلى الفصح باعتباره، ومن بين أمور أخرى، زمن تأمل في تاريخنا وفي ما يعنيه التاريخ من فداء واستعباد بالنسبة إلينا. يمكننا كذلك أن نحتفل بالفصح بوصفه يوم رجاء بالمستقبل. ولكن ما إن نتساءل حول ما يجب على رجاء الإنسان أن يكون، حتى لا يعود باستطاعتنا أن نوجه أنظارنا إلى الإنسان نفسه للحصول على الجواب، بما أن الإنسان يشكل خطراً إضافةً إلى الرجاء بالنسبة إلى ذاته… إن الإيمان بقيامة يسوع يشير إلى مستقبل بانتظار كل كائن بشري؛ فقد استجيب الصراخ من أجل حياة لا تنتهي الذي هو جزء من الإنسان. من خلال يسوع، أصبحنا نعرف “المكان الذي يحطّ فيه الحب المنفيّ انتصاره”. إنه هو نفسه هذا المكان وهو يدعونا لكي نكون معه وفي حالة اتكال عليه. هو يدعونا كيما نبقي أبواب هذا المكان مفتوحة في العالم لكي يظهر هو، الحب المنفيّ، مجدداً مراراً وتكراراً في العالم. إذاً وباعتراف الجميع، لا يصحّ القول إن العالم “لا يُمَسّ”. “أحداً لا يمكنه أن يجرح العالم، بل وحده سطح العالم يتعرّض للخدش”، بحسب الشاعر، ولكن مقابل كلماته تبرز صورة المسيح المصلوب ويقيننا بأن هذا العالم قادر على أن يثخن حتى إلهه بجراح مميتة. من جهة أخرى، ليس العالم أيضاً دمية تافهة بيَد الموت الشره. بل هو يقدّم فسحةً للحبّ المنفيّ، لأنه من خلال جروح يسوع المسيح المميتة دخل الله هذا العالم.