لنتأمل مع بندكتس

Share this Entry

الحادي عشر من مايو

روما، الأحد 11 مايو 2008 (ZENIT.org). – ننشر في ما يلي تأمل اليوم الحادي عشر من مايو للبابا بندكتس السادس عشر، من كتاب “بندكتس”.

إيمان مريم

تمامًا كما كان إيمان إبراهيم بدء العهد القديم، كذلك إيمان مريم الذي أظهرته في البشارة هو افتتاح العهد الجديد. بالنسبة لمريم، كما لإبراهيم، الإيمان هو ثقة بالله وطاعة له، حتى عندما يقودها في الظلمة. الإيمان هو تخلٍ، تسليم وتقدمة الذات للحق، لله. في الظلمة النيّرة التي تكتنف سبل الله التي لا تستقصى، الإيمان هو بالتالي امتثال له تعالى… بقولها نعم لولادة ابن الله من أحشائها بقوة الروح القدس، تضع مريم جسدها، وكل كيانها بمتناول الله كموضع لحضوره. عبر نَعَمها، تتحد إرادة مريم بإرادة ابنها. تناغم هاتين “النَعَم” – “أعددت لي جسدًا” – تجعل التجسد ممكنًا، لأنه، كما يصرح أغسطينوس، مريم حبلت بالروح قبل أن تحبل بالجسد. مطابقة الإيمان للصليب، التي اضطر ابراهيم أن يعيشها بشكل جذري، صارت واضحة لمريم أولاً في لقائها مع سمعان الشيخ، ومن ثم، بشكل جديد، عبر ضياع ابنها البالغ من العمر 12 سنة وإيجاده من جديد في الهيكل… حتى وفي أوج الحميمية، يبقى السر سرًا، وحتى مريم تلمسه بالإيمان فقط. ولكن بهذا الشكل بالذات تبقى مريم على اتصال حقيقي بواقع كشف الله عن ذاته بهذا الشكل الجديد الذي هو التجسد. ولأنها تنتمي إلى “الصغار” الذين يقبلون مقاييس الإيمان، تدخل مريم في إطار الوعد: “يا أبتاه،… لقد أخفيت هذه الأمور على الحكماء والأذكياء وكشفتها للأطفال… ما من أحد يعرف الابن إلا الآب”.

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير