الثاني عشر من مايو
روما، الاثنين 12 مايو 2008 (zenit.org). – ننشر في ما يلي تأمل اليوم الثاني عشر من مايو للبابا بندكتس السادس عشر، من كتاب “بندكتس”.
مريم تابوت العهد
إن سبب حزننا هو عقم حبنا، ووقر المحدودية، والموت، والألم والزور الساحق. نحن حزانى لأننا متروكون وحدنا في عالم متناقض حيث تخترق علامات الصلاح الإلهي الغامضة الثغرات، ولكن قوة الظلام تزعزعها زارعةً الشك بمسؤولية الله أو كاشفةً عن عجزه. “إفرحي” – ولكن أي داعٍ يدعو مريم إلى الفرح في عالم مثل هذا؟ الجواب: “الرب معك”… يسوع، الذي صارت مريم أهلاً للحمل به، هو يهوه، الآتي ليقيم فيها. عندما يأتي يسوع، هو الله عينه الذي يأتي ليحل فيها. هو المخلص – هذا معنى اسم يسوع، الذي يأتي بوضوح من قلب الوعد… وتصبح مريم تابوت العهد الحق في إسرائيل، فيحوز رمز التابوت قوة واقعية لا تصدَّق: الله في جسد الخليقة… إن مريم هي بكليتها في مقياس المسيح والله، إنها موقع سكناه. وأي داعٍ آخر لوجود الكنيسة إلا أن تضحي سكنى الله في العالم؟ لا يتعامل الله بالمجردات. إنه شخص، والكنيسة شخص. وبقدر ما يصبح كل منا شخصًا، شخصًا بمعنى أن يضحي سكنى تليق بالله، ابنة صهيون، بقدر ما نصبح واحدًا، بقدر ذلك نضحي كنيسةً، والكنيسة تحقق ذاتها.