لنتأمل مع بندكتس

Share this Entry

الرابع عشر من مايو

روما، الأربعاء 14 مايو 2008 (zenit.org). – ننشر في ما يلي تأمل اليوم الرابع عشر من مايو للبابا بندكتس السادس عشر، من كتاب “بندكتس”.

معنى الصعود

ما معنى “صعود المسيح إلى السماوات”؟ إنه يعبر عن إيماننا أن الطبيعة البشرية، تلك الطبيعة التي نتشارك بها جميعنا، ولجت، بفضل المسيح في قلب حياة الله بطريقة جديدة وبشكل لا سابق له. يعني أن الإنسان وجد مكانًا أبديًا في الله. ليست السماء مكانًا وراء النجوم، بل أكثر بكثير، إنها أمر يطلب جرأةً أكبر في التعبير: السماء تعني أنه بات للإنسان الآن مكانًا في الله. يرتكز هذا التعبير على تداخل البشرية والألوهية الحميم الذي تم في الإنسان يسوع المصلوب والقائم. المسيح، الإنسان القائم في الله والمتحد أزليًا بالله، هو في الوقت عينه انفتاح الله الثابت على كل البشر. وعليه، فيسوع نفسه هو “السماء”؛ ليست السماء مكانًا بل شخصًا، شخصه ذاك الذي بات فيه الله والإنسان واحدًا إلى الأبد ودون انفصال. ونحن نذهب إلى السماء ونلج إليها بقدر ما نذهب إلى يسوع المسيح وندخل فيه. بهذا المعنى، يمكن أن يكون “الصعود إلى السماء” شيئًا يحدث في حياتنا اليومية… بالنسبة للتلاميذ، لم يكن “الصعود” ما نسيء اليوم فهمه: أي غياب يسوع المؤقت من هذا العالم. بل هو يعني حضوره الجديد، والنهائي والذي لا رجوع عنه، عبر مشاركته في جبروت الله الملوكي… هناك مكان للإنسان عند الله!… هناك مكان لنا في الله!… “تعزى أيها اللحم والدم، ففي المسيح قد نلت السماء وملكوت الله” (ترتليانوس).

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير