السادس عشر من مايو
روما، الجمعة 16 مايو 2008 (zenit.org). – ننشر في ما يلي تأمل اليوم السادس عشر من مايو للبابا بندكتس السادس عشر، من كتاب “بندكتس”.
الصعود
صعود المسيح يعني أنه لم يعد ينتمي إلى عالم الفساد والموت الذي يحدد حياتنا. يعني أنه ينتمي بالكلية إلى الله. هو، الابن الأزلي، حمل إنسانيتنا إلى حضرة الله؛ أخذ معه اللحم والدم بشكل متجلٍ. يجد الإنسان مكانًا لدى الله بالمسيح؛ لقد ولج الإنسان إلى حياة الله الحميمية عينها. وبما أن الله يعانق ويحفظ الكون بأسره، صعود الرب يعني أن المسيح لم يبتعد عنا، بل أنه الآن، بفضل وجوده مع الآب، بات قريبًا من كل منا إلى الأبد. كل منا يستطيع أن يخاطبه بدالة؛ كل منا يستطيع أن يتوجه إليه. الرب يسمع دومًا صوتنا. يمكننا أن نبعد أنفسنا داخليًا عنه. يمكننا أن نعيش وندير ظهورنا إليه، ولكنه ينتظرنا دومًا، وهو قريب منا أبدًا… قال يسوع لتلاميذه كل شيء، لأنه كلمة حياة الآب، والله لا يستطيع أن يهب أكثر من ذاته. في يسوع، وهب الله ذاته بالكلية لنا، وهذا يعني أنه وهب كل شيء. إضافة إلى ذلك، أو بالحري، مع ذلك، لا يمكن أن يكون هناك وحيًا يمكنه أن يكشف شيئًا آخر، أو أن يكمل، بنوع ما، وحي المسيح. فيه، في الابن، قال لنا الآب كل شيء، ووهبنا كل شيء. ولكن قدرة فهمنا محدودة؛ لهذا السبب، تتألف رسالة الروح القدس من إدخال الكنيسة بشكل متجدد دومًا، من جيل إلى جيل، في عظمة سر المسيح… لذا، فالروح القدس هو القوة التي من خلالها يجعلنا المسيح نختبر قربه.