مداخلة المراقب الفاتيكاني الدائم لدى منظمة الأمم المتحدة
بقلم غرة معيط
نيويورك، الثلاثاء 20 مايو 2008 (ZENIT.org) – تشكل أزمة الغذاء الواسعة التحدي الأكبر الذي يجب على العالم المعاصر مواجهته، حسب ما قاله رئيس الأساقفة تشيلستينو ميليوري، القاصد الرسولي ومراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة.
وفي مداخلة له في السادس عشر من مايو في الجلسة السادسة عشر للجنة حول التطورات المستدامة للمجلس الإقتصادي والإجتماعي، وخلال مناقشة على مستوى عالٍ بعنوان “الطريق إلى الأمام”، عبر الأسقف أولاً عن ألم الكنيسة وتضامنها مع ضحايا إعصار ميانمار وزلزال الصين.
ولفت قائلاً: “هذه الكوارث وتأثيرها على الحياة البشرية والتنمية المستدامة تذكرنا بمسؤوليتنا المهمة كقادة تنفيذيين لكيما نحدد الحياة مستقبلاً لمواجهة المسائل المتعددة المتعلقة بالتنمية ولإيجاد وسائل لبناء مستقبل أفضل”.
وأشار المراقب الدائم: “العالم اليوم أمام تحدي مواجهة هذا الهدف الذي يظهر على شكل أزمة غذاء عالمية”.
ووفقاً لكلام رئيس الأساقفة، فإن هذه الأزمة “تعكس الطبيعة الضعيفة والمتداخلة للزراعة، والتطور الريفي، والإصلاح الزراعي، والجفاف والتصحر، وتفرض على رجال السياسة والمجتمع المدني، مهمة مخيبة ولكن في الوقت عينه مهمة وملحة “.
وأشار إلى أن الكثيرين يتساءلون عن الأسباب الحقيقية لأزمة الغذاء واتجاهاتها الأساسية وعن نتائجها على المدى المتوسط والطويل.
وفي هذا الصدد، لدى الأمم المتحدة “مسؤولية محددة وخير مصداقية لإعطاء أجوبة ملائمة بقصد إيجاد حلول فعالة لأن قدرة البشرية على تأمين الغذاء معرضة للخطر”.
وبحسب رئيس الأساقفة ميليوري، فإن “أزمة الغذاء يجب ألا تقاس فقط بارتفاع الأسعار في الأسواق العالمية، لا بل أيضاً بالكلفة المادية، والعقلية، والروحية التي يصعب تأمينها لأنفسهم ولعائلاتهم”.
ودعا ميليوري الى دعم البرامج التي تسمح للمزارعين بإنتاج الغلال الغذائية على الصعيد المحلي، والى القيام بجهود أكبر من أجل تخفيف “المظاهر السلبية للحقائق البيئية والمالية المتغيرة”.
وأكد: “يجب على السياسات الزراعية كشف طريق العقل والحقيقة من جديد من أجل موازنة ضرورة إنتاج الأغذية مع ضرورة إدارة جيدة للأرض. ولا بد من التنبه من مواجهة احتياجات الأشخاص الأساسية، وتجنب تخفيف الحوار من الزاوية الإقتصادية والبيئية المهمة والمرشدة بتحفيزات مذهبية”.
وذكر ميليوري: “يعيش 70% من فقراء العالم في مناطق ريفية ما يزال النقص المزمن في الغذاء موجوداً فيها”.
هذه المعطيات تظهر بوضوح أنه، وفي مواجهة التنمية المستدامة، يجب الاستمرار في التركيز “ليس فقط على الذين يستهلكون المنتوجات الغذائية لا بل أيضاً على الذين ينتجوها”.
من وجهة النظر هذه، فإن الاسثمارات الكبرى المنشودة لصالح المزارعين الصغار تمكنهم من رفع الإنتاج بطريقة مستدامة وتمثل “عنصراً مهماً من أجل مواجهة الوجود الدائم للجوع وقلة التغذية المزمنة في مناطق معينة”.
وقال: “إن كانت أزمة الغذاء الحالية تشكل تهديداً مباشراً للتنمية، يجب أن يستمر المجتمع أيضاً في مواجهة “التحديات الأخرى الثابتة والمداهمة” كالتحول المناخي، والحصص الزراعية السيئة، والتجارة العادلة، والتدهور البيئي، والإصلاح الزراعي”.
وفي الختام قال: “من خلال تضامن عالمي أكبر مع الأقل حظاً في مجتمعاتنا ومن خلال اهتمام أكبر بهم، نتمكن من مواجهة التحديات المباشرة ونعمل في الوقت عينه على ضمان أن يصبح تقدم اليوم حجر الأساس لغد أكثر عدلاً وأماناً”.