الفاتيكان، الجمعة 23 مايو 2008 (ZENIT.org) – أعلن أساقفة ألبانيا أنه وعلى الرغم من “الدمار المادي والروحي” الذي عانت منه الكنيسة في بلادهم تحت الحكم الشيوعي، فإنها الآن متقدة ومعافاة، ولو أنها بحاجة إلى الدعم.
وهذا النداء للمساعدة وجهه هذا الأسبوع رئيس أساقفة شكودر، أنجيلو ماسافرا على إذاعة الفاتيكان، كما شكر “التطوع والدعم” اللذين قاما بهما الكرسي الرسولي. وقد حضر الأساقفة إلى روما بمناسبة الزيارة التي يقومون بها كل خمس سنوات.
وقال رئيس الاساقفة أن الكنيسة في ألبانيا قد “تحتاج إلى الدعم أكثر على المستوى الإقتصادي أيضاً لأن العالم يعيش فترة سيئة، والأمر سيان في ألبانيا، إذ أننا نعيش هذا الركود الاقتصادي العالمي. لا نريد أن نترك لوحدنا، ونقول ذلك بوضوح للكرسي الرسولي ولمختلف التجمعات”.
وأضاف رئيس الأساقفة ماسافرا: “إن إيمان الكنيسة في ألبانيا حي جداً، فلا يقوم أحد بالمشاركة في طقوسنا الدينية ليرى تجارب إيماننا إلا ويترك متأثراً حقاً بالحيوية المؤثرة في تجربة الإيمان”.
“هؤلاء الذين أتوا من أوروبا فقدوا هذه الحماسة”، كما قال.
وذكر رئيس الأساقفة أنه يقول إلى الزائرين الذين يأتون إلى ألبانيا: “ساعدونا بإعدادكم وتجربتكم. ومع ذلك عندما تأتون إلى هنا، ننقل إليكم روحنا المبشرة، وحماستنا، وهذا أمر رائع بالفعل.”
“من الواضح أن هذا لايعني أنه لا توجد لدينا مصاعب أو مشاكل ، ولكن الصلبان التي تشكل جزءاً من حياتنا اليومية تظهر وجود الحيوية”.
القلوب المؤمنة
من بين التحديات التي تواجه الكنيسة في ألبانيا، بحسب رئيس الأساقفة، فهي العولمة، والرغبة في الحصول السريع على ثروة، والهجرة الخارجية والداخلية بأعداد وفيرة وبمشاكل عدة ضمن نطاق العائلات”. وقال بأن مجلس الأساقفة يكتب رسالة رعوية حول المسائل العائلية.
وأكد على أن هناك التزاماً أكبر بالتبشير بالإنجيل لتتمكن قلوب المؤمنين من محبة المسيح بحق، والتواصل معه باستمرار كما يطلب إلينا الرب.
ولفت رئيس الأساقفة ماسافرا إلى تحديات أخرى تتعلق بالتزام الكاثوليك في المجتمع والسياسة، “الالتزام الجدي القائم على القيم المسيحية”. كما ذكر تحدي “العلاقات مع المؤمنين الأرثوذكس والعلاقات بين الأديان مع إخوتنا المسلمين”.
وأضاف لوسان أفغستيني، أسقف ساب :”في النهاية، وبعد كل شيء، أي بعد الدمار المادي والروحي، نبضت الكنيسة في ألبانيا بالحياة، ونستطيع أن نقول اليوم أن لدينا جماعة مؤمنين حية”.
“كنيستنا في تقدم وازدهار. وهذا يبدو واضحاً خلال السبعة عشر سنة الماضية، والأمر لم يحصل فقط على المستوى الروحي وإنما على المستوى التربوي، والثقافي، والإجتماعي”.
وقال الأسقف: “إن الإعداد الروحي الدائم من بين الحاجات الملحة، ولكن طبعاً لا يمكن طرح الإعداد الثقافي والإجتماعي جانباً، وقد قامت الكنيسة الكاثوليكية في ألبانيا بجهود كبيرة بهذا الخصوص وسوف تستمر بذلك”.
وأضاف الأسقف أفغستيني: “تساهم الكنيسة بشكل كبير في التربية وفي معالجة الجراح الاجتماعية كالفقر، ومشاكل الشباب، والهجرة. والتنمية والتقدم الأخلاقي للمجتمع هما قاعدة مستقبل أفضل، مستقبل أكثر أماناً وفرحاً”.
وتبلغ نسبة السكان في ألبانيا حوالي 3.2 مليون نسمة، من بينهم نصف مليون كاثوليكي. وتتألف الكنيسة من أبرشيتين وثلاثة أسقفيات كما من الإدارة الرسولية البيزنطية جنوب ألبانيا.