روما، الأربعاء 3 ديسمبر 2008 (zenit.org). – تعزيز أواصر الوحدة بين جميع المسيحيين في لبنان، الابتعاد عن تهديدات الاتقسامات وتعزيز أواصر الشراكة بين كنيسة روما والكنيسة المارونية: هذا هو هدف الزيارة الراعوية التي قام بها الكاردينال ليوناردو ساندري، عميد مجمع الكنائس الشرقية، الذي دُعي الى بلاد الأرز من قبل مجلس بطاركة الشرق الأوسط، برئاسة الكاردينال الماروني نصرالله صفير. وشارك ساندري في “الصلاة المسكونية” في كاتدرائية بيروت مع جميع الممثلين عن الكنائس الموجودة في لبنان، بمناسبة السنة البولسية. ننشر في ما يلي ما قاله الكاردينال عبر أثير إذاعة الفاتيكان في مقابلة مع روميلدا فيراوتو:
ساندري – “كان ذلك علامة مميزة لإظهار وحدة جميع المسيحيين في لبنان من خلال الصلاة، ومن خلال إحياء ذكرى القديس بولس. ولكن هناك انقسام في الجماعة المسيحية والمدنية والعلمانية في لبنان من الناحية السياسية: وهذا بالنسبة لي كان دافعاً للحوار، للإصغاء والنظر الى المشاريع الموجودة، ليعمل المسيحيون معاً من أجل الإزدهار المدني والأخلاقي في لبنان.
وفي هذا الإطار يعمل البطريرك الماروني بجهد، لكيما يتوحد المسيحيون. لقد التقيت برئيس الجمهورية، الذي كان لا يزال متأثراً من زيارته الأخيرة الى الأب الأقدس، ولمست لديه أيضاً الرغبة القوية في أن يتوحد جميع المسيحيين، ويعملوا من أجل عظمة لبنان. إذاً من جهة شعرت بهذا الإنقسام بين المسيحيين على الصعيد السياسي، ولكن من جهة أخرى رأيت بأن الأمور هادئة وبأن البطريرك الماروني يعمل ما بوسعه لكيما تأتي هذه الوحدة بنتائج على الصعيد السياسي للبلاد.
س – كان للبطريرك الماروني دائماً تأثير كبير على حياة الأمة اللبنانية. هل تعتقدون بأن دور البطريرك ضعف بسبب الأزمة الأخيرة أم أنه لا يزال يستطيع العمل من أجل البلاد؟
ساندري – “أستطيع القول بأن صورة البطريرك صفير هي صورة مناسبة، نظراً لما قام به وما يقوم به وما يمكنه القيام به، لكيما تتحول الإنقسامات بين المسيحيين الى توحيد قوى للعمل من أجل خير البلاد. لقد سمعت من الجميع – وبخاصة من مفتي الجماعة السنية الكبير الذي رحب بي ترحيباً حاراً – الثناء على البطريرك صفير، وايضاً من قبل السلطات المدنية، وعلى رأسهم رئيس الجمهورية. البطريرك صورة تمثل وترمز الى المعنى المسيحي للبنان، وهو ينقل بأبوته الموقرة، هذه المعاني لمؤمنيه.
س- حصلت في روما لقاءات هامة بين الأب الأقدس وسفير لبنان، وبين الأب الأقدس والرئيس اللبناني والآن ها أنتم تزورون لبنان: الكرسي الرسولي يتابع باهتمام كبير الوضع في لبنان…
ساندري – بالتأكيد. هذه اللقاءات بين رئيس الجهورية مع البابا واحتفال تقديم اوراق اعتماد السفير الجديد، هما دليل ساطع على اهتمام الأب الأقدس – الذي تكلم عن لبنان في عدد كبير من خطاباته – وعلى الأهمية الكبيرة التي يلقاها لبنان في الكرسي الرسولي الذي يتابع بكل اهتمام الوضع في هذا البلد الحبيب. وأنا قد استشهدت مرات عديدة بخطاب البابا الى السفير الجديد.
من بين النقاط التي لفتت انتباهي على سبيل المثال، ما قاله البابا للسفير عن لبنان الكنز الذي على جميع اللبانيين والجماعة الدولية حمايته. وأعرب البابا في الوقت عينه أيضاً عن اطمئنانه للحوار الجاري في البلاد والذي عليه أن يحدد أهداف الحياة العامة والمدنية في لبنان. كلمة الأب الأقدس هذه هي مصدر وحي، تساعد على تخطي الجمود في حياة البلاد المدنية”.
نقله الى العربية طوني عساف – وكالة زينيت العالمية (zenit.org)