بحسب الأسقف برايان فاريل من المجلس الحبري لتعزيز وحدة المسيحيين
بقلم روبير شعيب
الفاتيكان، الخميس 22 يناير 2009 (Zenit.org). – إن العمل المسكوني هو من بين أوليات حبرية بندكتس السادس عشر، تمامًا كما هو الأمر مع البابوات منذ المجمع الفاتيكاني الثاني.
هذا ما صرح به الاسقف برايان فاريل في مقابلة إلى جريدة الاوسيرفاتوري رومانو، موضحًا أن الحوار يتقدم مع مختلف الطوائف المسيحية حتى ولو بسرعات متفاوتة في إشارة إلى تقدم الحوار مع الكنائس الأرثوذكسية، واستمرار بعض العقبات مع الجماعات الكنسية الإصلاحية.
وأضاف أمين سر المجلس الحبري لتعزيز وحدة المسيحيين أن الدليل إلى الأهمية التي يوليها بندكتس السادس عشر للحوار المسكوني يعود إلى لقاءاته العديدة مع شخصيات مسكونية، وخطاباته الكثيرة التي تتطرق إلى موضوع الحوار المسكوني ووحدة المسيحيين.
حوار المحبة
وأوضح فاريل أن البابا يركز بشكل كبير على حوار المحبة، وقد تم إحراز تقدم كبير في هذا الصدد، خصوصًا مع الكنائس الشرقية والأرثوذكسية، بحيث تم تبادل زيارات رسمية عدة بين الكنيسة الكاثوليكية وهذه الكنائس.
وحوار المحبة بالضبط هو الذي سمح للحوار اللاهوتي، حوار الحقيقة، أن يتوصل إلى نتائج لم تكن متوقعة وممكنة في زمن سابق.
العلاقات مع الجماعات الكنسية في الغرب
على صعيد آخر، تأسف الأسقف لأن العلاقات مع الجماعات الكنسية الإصلاحية ما زالت مطبوعة بكثير من الشك وعدم الثقة، حتى ولو أن السنوات الأربعين الماضية من الحوار قد أسهمت في تخفيف الأحكام المسبقة وسوء التفاهم، إلا أن هناك فروقات كبيرة ما زالت قائمة.
ولخص فاريل هذه الفروقات في نوعين: العلاقة بين الكتاب المقدس والتقليد، وطبيعة كنيسة المسيح.
وتابع موضحًا أنه رغم التوصل سوية إلى القبول بعد التناقض بين الكتاب والتقليد، إلا أنها ما زالت هناك خلافات من بينها دور السلطة التعليمية في الكنيسة في شرح الكتاب المقدس.
أما بشأن طبيعة الكنيسة، فاعترف الأسقف أن “الوثيقة حول عقيدة التبرير” قد شكلت تقدمًا ملحوظًا، إلا أنها لم تزيل الصعوبات الكامنة وراء الاختلاف في فهم طبيعة الكنيسة، “بين نظرة روحية ومؤسساتية في آن – من الناحية الكاثوليكية – ونظرة روحية بحت من الناحية الإصلاحية”.
رجاء للمستقبل
ولكن بالرغم من أن هناك الكثير من المسائل التي ما زالت عالقة، ومن ظهور مشاكل جديدة في الأفق، إلا أن “التوافق الذي تم التوصل إليه حتى الآن، والقائم على الشركة في المعمودية الواحدة، وغير ذلك من عناصر الإيمان المسيحي”، هو بادرة رجاء.
وأخيرًا ذكر فاريل أن المسكونية والوحدة هي “هبة من الله”، ورغم أن الحوار ليس ضمانة للوحدة المرجوة والمتمثلة بالشركة التامة في الافخارستيا، إلا أنه يشكل ركيزة صلبة ودافعًا لتحقيق إرادة الرب بأن يكون جميع المسيحيون واحدًا.