صاحب النيافة،
أصحاب الغبطة،
الإخوة الأعزاء في الأسقفية،
أستقبلكم بفرح وأتوجه إلى كل منكم بالترحيب الحار، شاكرًا ربنا يسوع المسيح في ختام سينودس الكنيسة الأنطاكية للسريان الذي انتخب بطريركه الجديد.
يتوجه سلامي أولاً إلى البطريرك المنتخب اغناطيوس يوسف يونان، مستدعيًا عليه فيض البركات الإلهية. فليمنح الرب غبطتكم “النعمة الإرسالية” لكي تستطيعوا أن تخدموا الكنيسة وتمجدوا اسم الرب القدوس أمام البشر.
أحيي صاحب النيافة السيد الكاردينال ليوناردو ساندري، عميد مجمع الكنائس الشرقية، الذي أوكلته بترؤس سينودسكم، وأعبر له عن جزيل شكري.
أحيي ايضًا صاحب الغبطة، الكاريدنال اغناطيوس موسى داود، العميد المتقاعد لمجمع الكنائس الشرقية، وصاحب الغبطة اغناطيوس بطرس عبد الأحد، البطريرك المتقاعد، وأحيي جميع الذين أتوا إلى روما للقيام بالمهام السينودسية.
منذ مطلع المسيحية، كان الرسولان بطرس وبولس مرتبطان بشكل حميمي بأنطاكيا، حيث أطلق على التلاميذ للمرة الأولى لقب “مسيحيين” (أع 11، 26). لا يمكننا أن ننسى أباكم الأجلاء في الإيمان. وفي مقدمتهم نذكر القديس اغناطيوس، أسقف أنطاكيا، والذي بحسب التقليد، يأخذ أساقفة أنطاكيا السريان اسمه عندما يقبلون الخدمة البطريركية؛ والقديس افرام، المعروف عمومًا باسم السرياني، والذي ما زال نوره الروحي ينير بشكل حيوي الكنيسة الجامعة. وإلى جانبهم، هناك قديسون عظام آخرون، أبناء ورعاة كنيستكم، الذين أوضحوا بشكل رائع سر الخلاص، وذلك أكثر من مرة، في بلاغة الشهادة السامية.
البطريرك الجديد هو الحارس الأول لهذا الإرث؛ ومع ذلك، فعلى كل واحد، كونه أخ وعضو في السينودس، أن يسهم هو أيضًا في هذه المسؤولية بروح من الشركة المجمعية الأسقفية الأصيلة. أضع قبل كل شيء وأولاً بين يدي البطريرك الجديد والأساقفة السريان الكاثوليك مسؤولية الوحدة بين الرعاة وفي الجماعات الكنسية.
صاحب الغبطة،
في هذه المناسبة السعيدة، لقد طلبتم طبقًا للقوانين المقدسة الشركة الكنسية، التي أمنحكم إياها عن طيب خاطر، محققًا بهذا بعدًا عزيزًا على قلبي من أبعاد الخدمة البطرسية. الشركة مع أسقف روما، خليفة الطوباوي بطرس الرسول، الذي أقامه الرب بالذات ركيزة مرئية لوحدة الإيمان والمحبة، هي ضمانة للرباط مع المسيح الراعي، وهي تُدخل الكنائس الخاصة في سر الكنيسة الواحدة، المقدسة، الجامعة والرسولية.
لقد ولدتم، صاحب الغبطة، وترعرعتم في سوريا، وتعرفون جيدًا الشرق الأوسط، مهد الكنيسة السريانية الكاثوليكية. وقد قمتم أيضًا بخدمتكم الأسقفية في أميركا بدور الأسقف الأول في أبرشية ” Our Lady of Deliverance in Newark ” للمؤمنين السريان المقيمين في الولايات المتحدة وكندا، وقمتم أيضًا بدور الزائر الرسولي في أميركا الوسطى.
ولذا فالشتات الشرقي قد أسهم في منح الكنيسة السريانية بطريركها الجديد. وبهذا الشكل تضحي الربط أكثر التحامًا مع الوطن الأم، الذي تركه الكثير من الشرقيون للبحث عن إمكانيات عيش أفضل.
رغبتي أن تتابع الجماعات المسيحية العيش والشهادة لإيمانها في الشرق، الذي منه أتى تبشير الإنجيل، مثلما فعلت على مدى العصور، متمنيًا في الوقت عينه أن ينال العناية الرعوية المناسبة جميع الذين يقطنون الآن في اماكن اخرى، لكيما يحافظوا على ارتباطهم بجذورهم الدينية بشكل مثمر. أطلب مساعدة الرب لأجل كل الجماعة الشرقية، لكيما تعرف، حيثما وجدت، ان تنخرط في إطارها الاجتماعي والكنسي الجديد، دون أن تفقد هويتها الشخصية وأن تحمل طابع الروحانية الشرقية، لكيما باستعمالها “كلمات الشرق والغرب” تستطيع الكنيسة أن تتحدث عن المسيح إلى الإنسان المعاصر بشكل مناسب. بهذا الشكل، سيتمكن المسيحيون أن يواجهوا التحديات الطارئة التي تعيشها البشرية، وأن يبنوا السلام والتضامن الشامل وأن يشهدوا “للرجاء الكبير” الذين يحملونه بلا كلل.
أعبر لغبطتكم ولكل الكنيسة السريانية الكاثوليكية عن تمنياتي الحارة والفرحة.
وأصلي لأمير السلام لكيما يساندكم بدوركم كـ “رأس وراعي”، ويساعد إخوتكم وأبناءكم، لكيما تكونوا جميعًا زراعي سلام أولاً في الأراضي المقدسة، في العراق وفي لبنان، حيث الحضور الكنسي السرياني يتميز بالقدم ويحظى بالتقدير.
وإذ أوكلكم جميعًا إلى أم الله الكلية القداسة، أمنح من كل قلبي للبطريرك الجديد، ولكل منكم، وللجماعات التي تمثلونها، البركة الرسولية.
* * *
نقله من الفرنسية إلى العربية روبير شعيب – وكالة زينيت العالمية (Zenit.org)
حقوق الطبع محفوظة لمكتبة النشر الفاتيكانية – 2009.