ضرورة التقليد الكنسي لفهم الكتاب المقدس
الفاتيكان، الخميس 29 يناير 2009 (Zenit.org). – لا يمكننا أن نقرأ الكتاب المقدس من باب الفضول التاريخي. فكل أسلوب أدبي يحتاج إلى موقف خاص به لكي نفهمه. والكتاب المقدس هو كلمة موحاة من الروح القدس، في هذا الروح عينه يجب أن نفهمها. يجب أن نصغي في قراءتنا للكتاب المقدس إلى صوت الرب وأن نتعرف على حضوره في التاريخ.
لقد توقف الأب الأقدس بندكتس السادس عشر على مسألة القراءة الصحيحة للكتاب المقدس في تعليم الأربعاء أمس، مقدمًا التقليد الكنسي، التبشير الرسولي كالإطار والبيئة المناسبة لقبول كلمة الله وفهمها عبر عيشها.
ولفت البابا إلى أن الرسائل الرعوية – أي رسالتي بولس إلى تيموثاوس ورسالته إلى تيطس – تقدم توجيهين لفهم الكتاب المقدس بشكل صحيح.
القراءة الروحية
الأول تتألف من القراءة الروحية للكتاب المقدس أي قراءة تعتبر الكتاب المقدس “موحى” حقًا، وآتٍ من الروح القدس، وبهذا الشكل يمكن أن ينال المرء “التعليم من أجل الخلاص”.
وشرح الأب الأقدس أن هذه القراءة تتم بشكل صحيح عبر الدخول في حوار مع الروح القدس، للحصول منه على التنوير “التعليم والتفنيد والتقويم والتأديب في البر”. وبهذا المعنى تضيف الرسالة: “ليكون رجل الله كاملا معدا لكل عمل صالح”.
وديعة التقليد الكنسي
والتوجيه الثاني يتألف من الإشارة إلى “الوديعة” الحسنة: وأوضج بندكتس السادس عشر أن كلمة وديعة هي كلمة مميزة في الرسائل الرعوية يراد بها الإشارة إلى تقليد الإيمان الرسولي الذي ينبغي حمايته بعون الروح القدس الساكن فينا.
“هذه “الوديعة” هي بالتالي خلاصة التقليد الرسولي، وهي معيار الأمانة للتبشير بالإنجيل. وهنا ينبغي أن نذكر أن في الرسائل الرعوية، تمامًا كما في العهد الجديد بأسره، “الأسفار المقدسة” تعني بشكل واضح العهد القديم، لأن كتابات العهد الجديد، إما لم تكن موجودة بعد، أو أنها لم تكن جزءًا من قانون الأسفار المقدسة”.
“وبالتالي فإن تقليد التبشير الرسولي، هذه “الوديعة” هي مفتاح القراءة لفهم الأسفار المقدسة، العهد الجديد. بهذا المعنى، يتم تقريب الكتاب والتقليد، الكتاب والتبشير الرسولي كمفتاح قراءة، لكي يكونا سوية “الركيزة الوطيدة التي وضعها الله””
التبشير الرسولي، أي التقليد، هو ضروري للدخول في فهم الكتاب المقدس ولإدراك صوت المسيح. بالواقع يجب أن “نلازم الكلام السليم الموافق للتعليم”. وبالتالي لا يمكننا أن نكتفي بمبدأ “الكتاب وحده” الذي تحدث عنه مطلق حركة الإصلاح البروتستانتي، مارتن لوثر.
وعليه فإن جوهر الهيكلية الكاثوليكية هو: “الكتاب المقدس والتقليد”، “الكتاب المقدس وإعلان البشرى”، وهذان الأمران يشكلان واقعًا واحدًا.