روما، الاثنين 6 ديسمبر 2010 (ZENIT.org). – أطلق الأباتي سمعان أبو عبدو، رئيس عام الرهبنة المارونية المريمة موقعًا اسمه “حب وحياة” مكرس للعائلة، للزواج والتربية. وقد أراد الأباتي إطلاق الموقع بتزامن مع عيد سيدة الحبل بلاد دنس قناعة منه بأن الحديث عن الزواج والحب هما بشارة سارة، ومريم هي “الرسولة الأولى التي حملت البشارة في جسدها وفي قلبها”.
وكذلك مريم هي “إمرأة التواصل الجديد بالبشرى السارة، حملتها إلى العالم كلّه وكانت أوّل مرسلة تحمل ابن الله يسوع المسيح مخلّص الإنسان”.
ويشرح بيان بلغنا في زينيت العربية أهمية نشر مكنونات من هذا النوع على شبكة الانترت، مستشهدًا بالبابا يوحنّا بولس الثاني القائل: “تجد الكنيسة في وسائل الاتصال عوناً قويّاً لنشر الإنجيل والقيم الدينيّة وللتشجيع على الحوار وللمشاركة في العمل المسكونيّ والدينيّ وكذلك للدفاع عن المبادئ الثابتة الضروريّة لبناء مجتمع يحترم كرامة الشخص البشريّ ويهتمّ بالأمر العام. فهي تستعملها بطيبة خاطر لنشر معلومات تخصّها ولتوسيع وسائل التبشير والكرازة والتربية وتعتبر استعمالها استجابة لوصيّة الرب: “إذهبوا في العالم كلّه وبشّروا الخلق أجمع”.
ويتابع البيان شارحًا أسباب إطلاق الموقع: “نُطلق هذا الموقع الإلكترونيّ: “حُبّ وحياة”، اقتناعاً منّا بأنّ استعمالَ شبكة الإنترنت هو نوع من أنواع عيش العالم الجديد وتنظيمه. ونحن لا ندخل فقط في كيفيّة استخدام الشبكة، بل كيفيّة العيش في زمن شبكة الإنترنت. ولأنّ هذه الطريقة الحديثة ليست مجرّد “وسيلة” للإتصال بل هي “بيئة” ثقافيّة تقرّر أسلوب تفكير وتُسهم في إنشاءِ أسلوب جديد في إقامة العلاقات. والمطلوب منّا جميعاً “التمييز” الذي يساعد الإنسان على إيجاد سبيله في محيط المعلومات التي تقدّمها شبكة الإنترنت”.
دور الزواج والعائلة
هذا وأوضح البابا أن الموقع الإلكتروني الجديد يريد التركيز على “خلية المجتمع الأولى، ومستقبل كل إنسان”، والهدف هو ملاقاة “كلِّ الذينَ بيحثونَ عن مفاهيمَ وتعاليمَ مسيحيّة واضحة، من أزواجٍ وعائلاتٍ وشبّانٍ وشابّات، وطلاّب جامعات وبحّاثة وأصحاب اختصاص في شؤون الزواج والعائلة”، وذلك لتلبية حاجة الناطقين بلغة الضاد حول مفهوم وأهميّة الزواج والعائلة في تربية الإنسان وتطوّره، انطلاقًا من الكتاب المقدسّ ومن تعليم الكنيسة.
ويقدم البيان أهداف المبادرة العديدة:
“إنَّ هدفَنا الأوّل والأسمى هو المساهمة في تمييز مشيئةِ الخالق الذي يُشركُ الإنسانَ في سرِّ المحبّة من خلالِ الزواج والعائلة.
كما نسعى إلى:
– نشر تعاليم الكنيسة المتعلّقة بشؤون الزواج والعائلة.
– نشر أبحاث علميّة لاهوتيّة، اجتماعيّة، قانونيّة، متخصّصة حول الزواج والعائلة.
– التعاون مع المؤسسات والجمعيّات والمراكز الّتي تُعنى بشؤون العائلة.
– العمل على تحقيق كلّ ما يعود بالخير على العائلة، روحيّاً وأخلاقيّاً واجتماعيّاً.
– تعميم ونشر وتفعيل ودراسة كلّ ما يصدر من رسائل وكُتب ومطبوعات بابويّة عن المجلس الحبريّ للعائلة وعن اللجنة الأسقفيّة لشؤون العائلة والحياة في لبنان”.
نطلقُ هذا الموقع الالكتروني ب”لغةِ الضاد” لأنّ المواقع الاكترونيّة حول الزواجِ والعائلة باللغةِ العربيّةِ قليلةٌ جداً، بالمقارنة مع عدد المواقع لهذه المواضيع باللغاتِ الأجنبيّة. ولهذا السبب، قمنا بجمعِ كلِّ التعاليمِ الكنسيّةِ حول الزواج والعائلة والحياة، وهي نصوص مترجمة عن المواضيع الأصليّة وقد أصبحت بمتناول الجميع.
نحنُ نعيش في الشرقِ الأوسط حيث أكثر من 300 مليون مسلم ناطق باللغة العربيّة، وحيثُ لنا دورٌ في الرسالةِ كمسيحيّين. حتّى لو كنّا أقليّة صغيرة، كان لنا فضلٌ كبيرٌ في النهضةِ العربيّة إذ لعبَ العلمانيّون والكهنةُ والرهبانُ والأساقفةُ والبطاركةُ دوراً هامّاً في إحياءِ الثقافةِ والعلمِ واللغةِ والتطور في زمانهم. وها نحنُ اليومَ في إطارِ نهضةٍ جديدةٍ يترتبُ علينا أن نستعملَ وسائلَ الاتصالِ الجديدة؛ ويقولُ بهذا الصدد المكرَّم البابا يوحنّا بولس الثاني: “لا تخافوا من التكنولوجيّات الحديثة فهي جزءٌ من العظائم التي وضَعَها اللهُ في تصرُّفِنا لكي نكتشِفَ الحقيقَة ونستعملها وننشرَها، وبخاصةٍ حقيقةَ كرامتِنا ومصيرنا كأبناءِ الله وورثة ملكوته الأبدي.” (الرسالة الرسوليّة”التقدم السريع”، الفاتيكان 2005، عدد 14)
هذا وشرح البيان أن الموقع الالكتروني يأتي تلبيةً لنداءِ البابا بندكتس السادس عشر في دعوتِهِ لانعقادِ “سينودس الأساقفة، الجمعيّة الخاصّة من أجلِ الشرقِ الأوسط” في الفاتيكان (10-24 تشرين الأوّل 2010) حيث دعا إلى “عيش الشركة والشهادة على مثالِ الكنيسة الأولى في الشرقِ الأوسط” وإلى “تقدمة شهادةٍ مسيحيّةٍ فرحة وجذّابة، في محيطنا الإسلاميّ واليهوديّ”.مشددًا على أن تتضمّن التنشئة التدرّب على التقنيّات الحديثة وعالم الاتصال، وأن تنشرَ الموادَ التي ينتجها العاملون في الحقلِ الراعوي على شبكةِ الانترنت.
لزيارة الموقع: