كلمة البابا قبيل تلاوة صلاة التبشير الملائكي نهار الأحد 12 ديسمبر

Share this Entry

روما، الاثنين 13 ديسمبر 2010 (Zenit.org) – ننشر في ما يلي الكلمة التي تلاها بندكتس السادس عشر يوم أمس الأحد قبيل تلاوة صلاة التبشير الملائكي في ساحة القديس بطرس.

***

أيها الإخوة والأخوات الأعزاء،

في هذا الأحد الثالث من زمن المجيء، تقدم لنا الليتورجيا مقطعاً من رسالة القديس يعقوب يبدأ بهذا الإرشاد: “وأما أنتم، يا إخوتي، فاصبروا منتظرين عودة الرب” (يع 5، 7). أرى أنه من المهم اليوم وأكثر من أي وقت مضى التشديد على أهمية الثبات والصبر، الفضيلتين اللتين كانتا تشكلان جزءاً من ثقافة آبائنا، وإنما اللتين أصبحتا حالياً أقل شيوعاً في عالم يشيد بالتغيير وبالقدرة على التكيف دوماً مع أوضاع جديدة ومختلفة.

من دون الانتقاص من هذين الجانبين اللذين يعتبران أيضاً من مميزات الإنسان، يدعونا زمن المجيء إلى تعزيز الثبات الداخلي ومقاومة الروح اللذين يسمحان لنا بألا نيأس في انتظار خير يطول مجيئه، بل على العكس أن ننتظره ونعد لمجيئه بثقة فاعلة.

يكتب القديس يعقوب: “خذوا العبرة من الفلاح: فهو ينتظر أن تعطيه الأرض غلالاً ثمينة، صابراً على الزرع حتى يشرب من مطر الخريف ومطر الربيع. فاصبروا أنتم إذن، وشددوا قلوبكم لأن عودة الرب قد صارت قريبة” (يع 5: 7، 8).

إن المقارنة مع الفلاح معبرة جداً. فأمام الفلاح الذي زرع الحقل، أشهر من الانتظار الصبور والثابت، لكنه يعلم أن الزرع خلال ذلك الوقت يتمم دورته بفضل أمطار الخريف والربيع.

الزارع ليس قدرياً وإنما هو نموذج ذهنية توحد الإيمان والعقل بطريقة متوازنة، لأنه من جهة يعرف قوانين الطبيعة وينجز عمله على نحو جيد، ومن جهة أخرى يوكل نفسه إلى العناية الإلهية لأن بعض الأمور الأساسية ليست في يده بل في يد الله. الثبات والصبر هما بحق نتيجة الالتزام البشري والثقة بالله.

يقول الكتاب المقدس: “شددوا قلوبكم”. كيف نفعل ذلك؟ كيف نشدد قلوبنا الضعيفة بطبيعتها والتي يزداد تقلبها بفعل الثقافة التي نحن منغمسون فيها؟ المساعدة لا تنقصنا وهي كلمة الله. ففيما تزول كل الأمور وتتبدل، كلام الرب لا يزول.

إذا كانت أحداث الحياة تُشعرنا بالتيه وإذا ظهر أن كل ثقة تضمحل، عندنا بوصلة توجهنا ومرساة تجنبنا السير على غير هدى.

وهنا، يُقدم إلينا مثال الأنبياء أي هؤلاء الذين دعاهم الله ليتكلموا باسمه. النبي يجد فرحه وقوته في كلمة الرب، وفيما يبحث البشر في معظم الأحيان عن السعادة على دروب يتبين أنها خاطئة، يعلن هو الرجاء الفعلي الذي لا يخيب لأنه مبني على أمانة الله.

إن كل مسيحي، بقوة العماد، نال الكرامة النبوية. أرجو أن يتمكن الجميع من إعادة اكتشافها وتنميتها بإصغاء متواصل للكلمة الإلهية. وأرجو أن تنالها لنا مريم العذراء التي يدعوها الإنجيل طوباوية لأنها آمنت بأن كلام الرب سيتم (لو 1، 45).

***

نقلته إلى العربية غرة معيط (Zenit.org)

حقوق الطبع محفوظة لمكتبة النشر الفاتيكانية 2010       

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير