هل سيقع أقباط مصر في دائرة الاضطهاد؟

تداعيات مذبحة الاسكندرية

ماري السمين

الاسكندرية، الاثنين 3 يناير 2011 (zenit.org). –  أعلن مصدر رسمي بوزارة الداخلية أنه تأكّد خلال عمليات الفحص لواقعة الانفجار الذي حدث أمام كنيسة القديسين بولس ومار جرجس بحي سيدي بشر بمحافظة”الإسكندرية”، والذي أودى بحياة 21 شخص وجرح 80 آخر ـ أعلن ـ عدم وجود نقطة ارتكاز للتفجير بإحدى السيارات أو بالطريق العام، وأنه من المرجح أن تكون العبوة التي انفجرت حملها شخص انتحاري لقي مصرعه ضمن الآخرين. وأشار المصدر، بحسب ما جاء بموقع جريدة الشروق الإلكتروني،  إلى أن التحقيقات الأولية للمعمل الجنائي، أكدت أن العبوة الانتحارية التي تسببت في الحادث محلية الصنع، وتحتوي على “صواميل ورمان بلي”؛ لإحداث أكبر عدد من الإصابات، وأن الموجة الانفجارية التي تسببت في تلفيات السيارتين كانتا موضوع اشتباه، وكانت اتجاههما من خارج السيارتين، وبالتالي لم تكن أي منهما مصدراً للانفجار.

Share this Entry

وتعليقًا على تلك التصريحات، قالت د.”جورجيت قليني”- عضو المجلس المالي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية: أنه كان يجب قبل إعلان هذه التصريحات المسبقة، أن يكون هناك تحقيق شامل للحادث، يستغرق وقتًا كافيًا للتوصل لمرتكب الحادث وأسبابه ومعاينة أدوات الجريمة، بدلاً من الإعلان عن وجود عبوة ناسفة لشخص لقي مصرعه. ومن جانبها أعربت السفيرة الأمريكية  بالقاهرة “مارجريت سكوبى”، عن خالص تعازيها لضحايا التفجير الذي وقع في كنيسة القديسين بـ”الإسكندرية”، والذي أدى إلى مقتل (21) مسيحيًا وإصابة العشرات من المسيحيين وبعض المسلمين. ووصفت السفيرة الأمريكية في بيان مقتضب نشر على الموقع الرسمي للسفارة الأمريكية بـ”مصر” باللغة الانجليزية، هذه الجريمة بــ”النكراء”، مؤكدةً  على الاستمرار في جمع المعلومات بشأن هذا الحادث المروع.

أما  المفكر الدكتور”طارق حجي”، فقد وصف الجريمة بــ”الخطيرة”، مشيرًا إلى أن علاجها ممكن لمن لا يخدع نفسه بخصوص مصدر العلة. وأضاف “حجي”: “أقول والقلب يدمي على ضحايا جريمة ليلة أمس بالإسكندرية: هذا منعطف خطير في مسيرة التعصب الذي هو أب العنف، والذي هو أب الإرهاب. ولن يكون هناك “حل” فعَال وإنساني ونهائي، قبل التزام القائمين على الأمور بتعرية حقيقة منابت الداء: ثقافة التعصب والكراهية وعدم قبول الآخر + تعليم متعفن + مؤسسات دينية يضع بعضها بذور الحريق (مثل فتاوي تحريم الاحتفال برأس السنة. دَّد د. “محمد البراداعي”- رئيس الجمعية الوطنية للتغيير- بحادث مذبحة كنيسة القديسين بـ”الإسكندرية”. وقال عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”: “سلام الله على شهداء كنيسة القديسين.. كفانا استخفافًا بعقول الشعب.. نظام عاجز عن حماية مواطنيه هو نظام آن الأوان لرحيله”. و تساءل الناشط الحقوقي “جمال عيد”- مدير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان- قائلاً:  عقب مقتل عشرات السياح في (9 تم إقالة “حسن الألفي”- وزير الداخلية – ألا يستحق دم عشرات المسيحيين أن يُقال نظيره  “العادلي” ؟كما استنكر حزب التجمع حادث الإسكندرية المروع الذي راح ضحيته عدد من المواطنين، مديناً هذا “التطور المخيف” باستخدام الإرهابيين أسلوب السيارات المفخخة (الداخلية أشارت لمسئولية انتحاري لا سيارة) . وحذر حزب التجمع في بياناً أصدره اليوم من اعتبار هذه الجريمة مجرد واحدة من جرائم تكررت وسوف تتكرر. ووصف البيان الجريمة بأنها استمرار للوضع المتأزم في مسألة حقوق المواطنة وتركها دون حل يؤدي إلى تصاعد يقود الوطن لوضع مخيف. وطالب “التجمع” بسرعة إصدار قانون دور العبادة، واعادة النظر في برامج الإعلام ومناهج التعليم والممارسات الرسمية التي تثير الفرقة بين المواطنين وتلهب مشاعر التعصب. واستنكر تورط الصحف الحكومية في شن هجمات غير لائقة على رجال الديانتين سواء البابا أو رموز الأزهر، حتى اصبح المناخ مفتوحاً على مصرعيه للتوتر.

وعن ردود أفعال رؤساء الطوائف المسيحية الكاثوليكية و البروتوستانتية بمصر، أصدر البطريرك الكاردينال أنطونيوس نجيب بطريرك الاقباط الكاثوليك بياناً رسمياً (حصلت زينيت على نسخة منه) أدان فيه الحادث داعياً كافة الجهات المعنية بمصر سياسياً ودينياً الى توثيق الوحدة والتآلف وتغيير كل ما يعوق ذلك، كما بعث البطريرك غريغوريوس الثالث بطريرك الروم الكاثوليك ببرقية عزاء الى رئيس الجمهورية والبابا شنودة الثالث بابا الاقباط الارثوذكس، شدد فيها على ضرورة لمزيد من الحكمة واتلفطنة والقوة والحزم لأجل تأمين حماية مواطني مصر بمختلف دياناتهم. وفي تصريح خاص لزينيت قال الأب رفيق جريش رئيس المكتب الصحفي للكنيسة الكاثوليكية بمصر بأننا “عازمون على مواصلة الذهاب الى الكنائس ورفع الصلوات وسوف تفتح كنائسنا يوم 6 يناير الذي يوافق ليلة عيد الميلاد المجيد للأقباط الأرثوذكس وعيد الغطاس بالنسبة لنا الكاثوليك كي نقيم القداس “قائلاً:” نحن لا نخاف من أحد ولم يمنعونا من الذهاب لكنائسنا نحن بلد الشهداء”.

 وقال الدكتور القس “صفوت البياضى”- رئيس الطائفة الإنجيلية- في تصريح خاص لــموقع “الأقباط متحدون”: إن الكنيسة الإنجيلية لن تلغى الصلاة اليوم الأحد، مشيرًا إلى أن إلغاء الصلاة معناه تحقيق أهداف المجرمين. وموضحًا أن الكنيسة ستمارس صلاتها الطبيعية في موعد الاجتماع العادي غدًا الأحد الساعة السابعة مساءً بالكنيسة الإنجيلية بقصر الدوبارة بدون أي مظاهر احتفالية، وأضاف: لو كان الاحتفال في السادس من يناير لقمنا بإلغائه.

** والسؤال الآن هل سينضم أقباط مصر لمسيحيي العراق وأفغانستان وباكستان وباقي الدول التي كنا نتعجب حين نسمع أن مسحييها مضطهدون ونقول “هذا لا يمكن أن يحدث في مصر، اننا نسيج واحد؟” 

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير