"جئت ليكون لهم الحياة ولتكون بوفرة" (22)

أسرار الكنيسة: سلسلة عن الأسرار للمطران عصام درويش

Share this Entry

الجزء الثاني والعشرون:قبل الاعتراف

روما، الخميس 19 مايو 2011 (ZENIT.org).- تدعونا الكنيسة لنعترف ففي الاعتراف عودة إلى مراحم الله كما يقول إرميا النبي: “قال الله ارجعوا.. فلا أقلبُ وجهي عليكم لأني رحيم” (ارميا3/12). يسبق هذه الاعتراف عادة معركة داخلية وتجارب كثيرة، نبدأ بوضع الذرائع وتبرير الأمور، للهرب من الذهاب إلى الكاهن ونقول بأن ما سنعترف به تافه جدا والأفضل أن نؤجل هذا إلى وقت آخر، كما نعتبر أحيانا بأن أخطاءنا التي فعلناها عن قصد أو غير قصد، طبيعية جدا وملازمة لحياة البشر، لا يمكن أن نتخطى هذه التجربة إلا بتواضعنا وإصرارنا على اللجوء إلى الله ليملأنا قوة فنعرف أن الكاهن يرفع اعترافنا وتوبتنا إلى الله ويمنحنا نعمة روحه القدوس.

قبل الاعتراف علينا أن نصلي وندخل بصمت إلى ذواتنا ونفحص ضميرنا بدقة عن كل الإهانات التي اقترفناها تجاه الرب والآخرين ثم نندم عليها ونطلب من الله المغفرة والشفاء ثم نشكره لأنه تألم من أجلنا وقَبِل توبتنا، ثم نذهب للاعتراف بتصميم واضح وصريح بأننا سنعمل جهدنا بأن ننقاد لتعاليم الله التي جاءت في الإنجيل المقدس ولتعاليم الآباء القديسين الذين علمونا طرق الحياة الروحية وسبقونا إلى القداسة.

حتى نتمكن من الاعتراف بخطايانا يجب ألا نخجل من الكاهن الذي يُعرّفُنا فهو مثلنا خاطئ، يتعاطف معنا ولا يحكم علينا ويتشفع لنا لدى المخلص ليغفر خطايانا وهو كأب روحي يدلنا على طريق العودة إلى الله ثم يُقدم لنا الدواء الذي يشفي جراحنا. من المهم جدا أن نذهب إلى الاعتراف بشجاعة وفخر، ونعترف بخطايانا بكل صراحة ووضوح، مثل بطرس الذي أنكر يسوع وعاد إليه بدموع التوبة. لا ننسى أبدا أن الكاهن مؤتمن على حفظ السر ليس فقط بعدم البوح بما اعترفنا به بل هو قادر بنعمة الروح القدس على عدم تبديل موقفه تجاهنا مهما كانت خطايانا كبيرة أو صغيرة.

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير