وأفادت مصادر لوكالة فيدس في الجماعة المسيحية في باكستان أنّ “اختيار المرشحين من اختصاص الأحزاب، وهي في أغلبيتها إسلامية. ويمكنُ أن يحدث الاختيار وفق معايير مالية بحتة، أي تقييم المشاركة بملايين الروبيات التي يمكنُ للمرشّح أن يدفعها للحزب”. فالمقعد إذًا “يُباع لمن يدفع اكبر كمية من المال، ولا ينتهي دائمًا لصالح المسيحيين أو الهندوس”. وتظلمُ هذه الآلية القدرات الحقيقية للمرشحين وتقضي على الشفافية”، وتفضّل التعسف “فيُفضّلُ، من خلال منطق الفساد والمصلحة، الأشخاص الذين يهدفون فقط إلى تحقيق مصالحهم السياسية الشخصية ولن يراعوا بالتالي حقوق الأقليّات”.
ويطرحُ المسيحيون سؤالاً: بعضُ المناطق (في المناطق القبلية المُدارة اتحاديًا مثلاً) ليس فيها أقليّات دينية. في هذه الحالة لمَن ستُعطى المقاعد؟ “هناك اعتداءات مستمرة ضدّ المسيحيين والأقليّات الدينية، في السياسة والمجتمع الباكستاني. فأحداثُ العنف يمكن أن تتفجر في أيّة لحظة، وكلّ شيء يحدثُ في صمت وسائل الإعلام”، يقول لوكالة فيدس الأب جون شكير نديم، مدير “راديو فيريتاس” الذي يبث برامجه باللغة الأردو، وهو ايضاً أمين لجنة وسائل الاتصالات الاجتماعية التابعة لمجلس أساقفة باكستان. فوسائل الاعلام الباكستانية تتجاهلُ المشاكل ومنها مشكلة المقاعد في مجلس الشيوخ و”جميع القضايا المتعلقة بالأقليّات الدينية. هذا دليلٌ على التهميش والتمييز الذي يتعرّض له المواطنون”.
وواصل الأب نديم: “يقولُ الجميع رسميًا إنّ الأقليّات في باكستان تتمتعُ بحقوقٍ كاملة، ولكن في الواقع ليس الأمرُ كذلك. حتّى الصحفيين الذين يتحدّثون عن مثل هذه الأوضاع، كمعاناة المسيحيين أو الحقوق المنتهكة للأقليّات، يخضعون لضغوطٍ ويُجبرون أحيانًا على الصمت.