وفي رسالة وجهها إلى رئيس أساقفة ميونيخ الكاردينال راينهارد ماكس، حيا البابا فكرة انعقاد لقاء “الأديان والثقافات تتحاور: ملزمون العيش معا” في مدينة ميونيخ حيث كان هو أسقفها، والمصادف عشية زيارته الرسولية إلى ألمانيا وعلى مسافة من الذكرى 25 للصلاة من أجل السلام في أسيزي.
أكد البابا أن عنوان اللقاء يشير إلى أننا نحن البشر مرتبطون بعضنا ببعض، وهذا العيش معا هو استعداد بسيط يأتي من الظرف الإنساني، ولكنه واجب علينا أن نعطيه مضمونا إيجابيا. الانفتاح على الآخرين والتفاني لأجل الآخرين قد يكونا عطية وموهبة، ويعتمد كل شيء على مدى نيتنا واستعدادنا في العيش سوية كالتزام وعطية. ويعني اليوم البشرية برمتها.
القلب هو المكان الذي يتقرب فيه الله، تابع البابا، ولهذا فإن الديانة المرتكزة إلى لقاء الإنسان بالله في السر الإلهي، تربط بشكل جوهري بمسألة السلام، فإذا أفشلت الديانة اللقاء بالله، قد تساهم هكذا في انحلال السلام وتفكيكه.
ودعا بندكتس المؤتمرين لمضاعفة جهودهم المشتركة من أجل السلام، وتكثيف المبادرات الحسنة والطيبة في العالم كله مثل لقاء الصلاة لجماعة سانتيجيديو وغيرها ذات القيمة البينة. وشدد على أن السلام عطية من الله وفي الوقت عينه مشروع للتنفيذ لم يتحقق بالكامل (رسالة السلام 2011، رقم 11)؛ ولهذا تبرز الحاجة الماسة لكي يقدم كل من يفتش عن الله بقلب صادق شهادة مشتركة، لتحقيق رؤية التعايش السلمي بين البشر أجمعين.
سطر البابا أنه وبعد 25 عاما على لقاء أسيزي، كانت هناك وما تزال مبادرات عديدة للمصالحة والسلام، ولكن فرصا كثيرة ضاعت وتقهقرت خطوات عديدة. فهناك أعمال فظيعة من العنف والإرهاب قد خقت الأمل والرجاء بالتعايش السلمي بين أفراد العائلة البشرية مطلع الألفية الثالثة، كما أن صراعات قديمة ترقد تحت الرماد أو تهدد بالانفجار مجددا، ناهيك عن الصدامات والمشاكل الجديدة. كل هذا يدل على أن السلام مهمة دائمة موكلة إلى كل واحد منا وعطية تجب ابتهالها على الدوام.