مسيحيون في هوليود

مقابلة مع البروفسور أرماندو فوماغالي

Share this Entry

ميلانو 8 مايو 2007 (ZENIT.org). – ماذا يفعل المسيحيون في هوليود؟ هذا ما يفصح عنه مجلّد يجمع بعض الشهادات القادمة من عاصمة السينما.

نُشر أولاً باللغة الإنكليزية، ثم صدر مؤخراً باللغة الإيطالية، “مسيحيون في هوليود”، لسبينسر ليويرنس وباربرا نيكولوزي، وهو يُظهر كيف يمكن عيش الإيمان عالم السينما القاسي.

أجرت وكالة زينيت مقابلة مع أرماندو فوماغالي، الذي اعتنى بالنسخة الإيطالية. بالنسبة لفوماغالي “على المسيحيين، كسائر المحترفين، أن يتحلوا بالتواضع والصبر ليتعلموا من الأفضل”. 

ماذا يفعل المسيحيون في هوليود؟ هل يساهمون في تحسين المعايير السينمائية؟

فوماغالي: قبل أن نتساءل ما إذا كان المسيحيون يساهمون في تحسين المعايير السينمائية أم لا، يجب القول بأن المسيحيين الملتزمين هم قلّة. نتحدث عن هوليود، لأن الإنتاج الذي يصدر هناك يجول العالم بأسره، ولكن الحضور المسيحي في السينما الأوروبية هو – إذا أردت – أقل من هوليود.

وبالطبع، بين المسيحيين أنفسهم، هناك من هو أفضل وأكثر تحضيراً من الآخرين. ولكن يبقى السؤال: لماذا قلّ عددهم كثيراً خلال السنوات العشر الأخيرة؟

من المثير للاهتمام ما فعلته باربرا نيكولوزي، وهو محاولة أن يتحضر أشخاص مؤمنون ليصلوا الى درجة عالية من الاحتراف، ليستطيعوا العمل في هذا الجو المتطلِّب، وليكونوا علامة للحوار بين مختلف الثقافات ومختلف النظرات للعالم الموجودة في عالم السينما والتلفزيون.

لا يكفي أن يكون لديك النية الحسنة، بل عليك أن تكون محترفاً ممتازاً.حصل لي، كما حصل أيضاً لباربرا نيكولوزي، أن قرأنا بعض السيناريوهات للسينما، حيث كانت النية جيدة جداً ولكن مستوى الاحتراف في العمل كان في حالة يُرثى لها. المسيحي، كأي محترف آخر، يجب أن يتحلّى بالتواضع والصبر للتعلّم ممن هم أفضل منه.

ي صناعة السينما، هل هناك فرق بين الكاثوليكيين والمسيحيين من المذاهب الأخرى (البروتستانت مثلاً)؟

فوماغالي: ما أثار تعجبي عندما قرأت الكتاب باللغة الإنكليزية، هو هذا النوع من الاتحاد العفوي بين المسيحيين من مختلف المذاهب والمعتقدات الذين يعملون في قطاع السينما. أمام عالم بعيد عن الله، متعطّش الى البعد الروحي ورجاء غير أرضي، تختفي الفروقات والاختلافات بين المذاهب المسيحية بطريقة تلقائية. وقد رأيت في هذا الكتاب مثلاً جميلاً على حوار مسكوني “معيوش”.

 لماذا تقدم لنا أمريكا “الدينية” – كما تسميها في الكتاب – أفلاماً مجبولة بالدم والعنف؟

فوماغالي: إنها مسألة تتعلق بالثقافة الأمريكية. بلد لاقى الحضارة فقط من بضعة قرون، ولعشرات السنين لم تكن الأرض ملكاً لأحد، حيث كان الأقوى هو الفائز.  ولكن الإيمان المسيحي (وحتى في السينما أيضاً) كان وسيبقى عنصر تنشئة وتحوّل نحو مجتمع أقل عنفاً.
هذه الثقافة “الخام” انعكست جزئياً وتنعكس اليوم في السينما الأمريكية، المتسامحة تجاه العنف أكثر من السينما الأوروبية. ولكن، من المهم أن لا ننسى بأنه في الوقت الذي تمتد فيه جذور السينما الأوروبية في الإلحاد، لا يزال هناك في السينما الأمريكية – على الأقل في بعض الأفلام كلّ عام – بعض المشاهد الروحية، وفي أغلب الأحيان – على الأقل من الناحية الإنسانية – تنبثق الحلول لمشاكل الأشخاص عن أنتروبولوجية متّزنة وإنسانية، تعود بجذورها الى التقليد اليهودي-المسيحي.

 ومن الأفلام التي أتكلم عنها: “Lord of the Rings”، “The Truman Show”، “C’è posta per te”، “The Family Man”،”Master and Commander”، “The Interpreter”، وغيرها من الأفلام الشهيرة والتي تتميز بمضمون إنساني رائع.
 

لماذا نتّهم هوليود بأنها مصدر “الشر اليومي”؟

فوماغالي: هذا صحيح من ناحية، لأن السينما والمسلسلات التلفزيونية، وهي المنتجات السمعية والبصرية الأكثر انتشاراً في العالم، تلعب دوراً مهماً في تقديم وترويج أنماط الحياة. ولكن من جهة أخرى، لا يمكننا أن ننسى بأنه من مسؤولية الجميع أن يصبح هذا المحيط العملي الشاسع، مقراً لرجال ونساء يهتمون للشخص البشري ولمصيره الأبدي.

فلا نضعنّ اللوم على هوليود لشرور نقترفها: على كل واحد أن يتساءل إن كان بإمكانه أن يحسن الوضع.

 

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير