أوروبا في أزمة كرم

تواضع ومحبّة البابا فرنسيس قد يساعدا على اكتشاف الطريق الصحيح لرفع القارة القديمة

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

“أود أن أطلب إلى كل الذين يحملون مسؤوليات في الحقل الاقتصادي، السياسي، الاجتماعي، إلى جميع الرجال والنساء ذوي الإرادة الصالحة: أن نكون “حراس” الخليقة، مشروع الله المرسوم في الطبيعة، حراس الآخر، حراس البيئة: لا نتركنّ لعلامات الدمار والموت أن ترافق مسيرة عالمنا!”.

هكذا بدأ البابا الجديد فرنسيس بمرافقتنا وإرشادنا، على خطى الحراسة، التي تعني له الكثير.

ان الحراسة بالنسبة للبابا هي الوقوف أحدنا بجانب الآخر بعناية مسؤوليّة ومحبّة، بالتوفير، وتقديم الأخوّة للضعفاء، والسير نحو الهدف الأسمى الذي هو المصلحة المشتركة في نور المسيح.

أمّا مفهوم الحراسة هذا، من كرم ومسؤوليّة، فيبدو أنه اختفى في أوروبا! ومن هنا الأخطاء التي ارتكبتها أوروبا فيما مضى تجاه اليونان والتي ترتكبها اليوم ذاتها تجاه قبرص، الذي هو بلد صغير على شفير الانهيار.

ان السياسات التي تتبعها أوروبا اليوم، تقود معظم البلدان المتوسطيّة إلى الانهيار والتراجع، وتسبب التعاسة للمواطنين، إلى حدّ اليأس والإنتحار في بعض المواقف.

ونحن كمسيحيين لا يمكننا الّا ان نقلق على الوضع الراهن، حتى ولو أن دعمنا لمشروع الإتحاد الأوروبي كان لدعم مشروع  ذات قيم ثقافيّة وأخلاقيّة واقتصاديّة بنّاءة. أمّا أوروبا اليوم، بالأحرى التي وصلنا إليها اليوم، فهي مزعزعة اقتصاديّاً، وثقافتها يحيط بها الطمع والأنانية، لا تكترث بالمصالح المشتركة، ويبدو كأنها تتجه نحو الهلاك التام.

هذه هي حراسة البابا فرنسيس، وهي عدم المتابعة بأوروبا منطوية على ذاتها لأنها بهذا الشكل لن تصل إلى مستقبل في عالم متجه نحو العولمة، إن الأمل ينبع من الكنيسة الكاثوليكيّة، من أساساتنا.

أمّا البابا الجديد فرنسيس،  فهو بكلامه وتصرفاته سيساعدنا على تخطي الأزمات وسيضيء أمامنا الطريق الصحيح. ونحن نأمل بأن يفهم المسؤولون بأن السياسة الملائمة للخروج هي عبر الحراسة والسعادة والأخوّة. 

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

Marie Yaacoub

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير