البابا فرنسيس يدعو المؤمنين إلى عيش جمال شركة القديسين

في تعليم الأربعاء

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

“الكنيسة في حقيقتها وواقعها العميق هي شركة مع الله، ألفة معه، شركة حب مع المسيح ومع الآب بالروح القدس تستمر وتمتد في شركة أخوية”، هذا ما قاله البابا فرنسيس ملخصًا معنى “شركة القديسين” التي نعلن إيماننا بها لدى تلاوة قانون الإيمان الرسولي.

ففي معرض المقابلات العامة التي كرسها للتعليق على قانون الإيمان، توقف البابا فرنسيس في تعليم الاربعاء 6 تشرين الثاني على “شركة القديسين” واصفًا إياها بـ “الواقع الجميل جدًا في إيماننا”.

وشرح أنه تبعًا لتعليم الكنيسة الكاثوليكية، شركة القديسين تعني أمرين: “شركة المقدسات” من جهة  و “الشركة بين القديسين”، من جهة أخرى.

هذا وتوقف الاب الأقدس في تعليم اليوم على المعنى الثاني واصفًا إياه بأنه “من أكثر حقائق إيماننا تعزية، لأنه يذكرنا بأننا لسنا وحدنا، بل بأن هناك شركة حياة بين جميع الذين ينتمون إلى يسوع المسيح. شركة تولد من الإيمان”. فالقديسون هم الذين يؤمنون وينتمون إلى الرب يسوع والذين يضحون جسده الكنسي من خلال المعمودية.

يذكرنا الإنجيل بأن يسوع صلى من أجل شركة تلاميذه إذ قال: “ليكونوا واحدًا، أيها الآب، كما أنت فيّ وأنا فيك، ليكونوا هم أيضًا واحدًا، حتى يؤمن العالم بأنك أرسلتني” (يو 17، 21). وعليه – أوضح البابا – إن شركة تلاميذ المسيح ترتكز على وحدة الآب والابن. وبفضل اتحادنا بحب الله يمكننا أن نتحرر من أنانيتنا، من أحكامنا المسبقة، من انقساماتنا الداخلية والخارجية. “فحب الله يحرق جميع خطايانا”.

ثم شرح البابا فرنسيس أن التجذر في نبع الحب الذي هو الله يسمح لنا عيش خبرة محبة الله مع الإخوة أيضًا. “فشركة الحب الأخوي تقودنا نحو الاتحاد بالله، تقودنا نحو هذه العلاقة مع الله الذي هو أبونا”. وهذا هو البعد الثاني من شركة القديسين: “إيماننا يحتاج لعضد الآخرين، خصوصًا في الأوقات الصعبة. ما أجمل أن يساند أحدنا الآخر في مغامرة الإيمان الرائعة!”.

وأشار إلى أن “تجربة الانغلاق في البعد الفردي” قد أثرت سلبًا على البعد الديني، ولذا يصعب علينا أن نطلب العون الروحي من الذين يشاركون حياتنا المسيحية.

هذا وشرح البابا فرنسيس أن هذه الشركة بين القديسين تذهب أبعد من الحياة الأرضية، أبعد من الموت وتدوم للأبد. هي “شركة روحية تبدأ مع المعمودية ولا يدمرها الموت، بل، بفضل يسوع المسيح، تصبو نحو ملء الشركة في الحياة الأبدية”.

وبهذا الصدد هناك “رباط عميق لا ينفصم بين الحجاج في هذا العالم – أي بيننا – وبين الذين عبروا عتبة الموت وبلغوا إلى الأبدية”.

وفي ختام التعليم، ذكر البابا بأن رباط “شركة القديسين” يجعلنا جميعًا إخوة ويرافقنا في مسيرة الحياة وصولاً إلى حياة السماوات. ولذا دعا المؤمنين إلى المسير في هذا الدرب بثقة وفرح إذ “على المسيحي أن يكون فرحًا، لإيقانه بأن هناك العديد من الإخوة المعمدين الذين يسيرون معه”.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير