"رحلة لا تنسى" لبندكتس السادس عشر إلى المملكة المتحدة

كلمة بندكتس السادس عشر للكوريا الرومانية

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

بقلم أنيتا بوردين

روما، الثلاثاء 21 ديسمبر 2010 (Zenit.org) – أسف البابا بندكتس السادس عشر لـ “تضليل العقل” وتحدث عن سبل العلاج، كما فعل في “رحلته التي لا تنسى” إلى المملكة المتحدة. كما تحدث عن مفهوم نيومان للضمير ودعا إلى عدم الانصياع للتواني.

اقترح البابا بياناً عن هذه الرحلة خلال كلمته إلى الكوريا الرومانية، وتناول الحديث “حول مسؤولية المسيحيين في هذا الزمن ورسالة الكنيسة القائمة على إعلان الإنجيل”: اللقاء مع عالم الثقافة في قاعة ويستمينستر، وتطويب نيومان.

في قاعة ويستمينستر، يحلل البابا أن “الشعور بالمسؤولية المشتركة في هذه الحقبة التاريخية أثار اهتماماً كبيراً تمحور في نهاية المطاف حول مسألة الحقيقة والإيمان”.

يشدد البابا على مكانة العقل والإيمان قائلاً: “فقط في ظل وجود إجماع مماثل على الأساس، تتمكن الدساتير والقانون من العمل. هذا الإجماع الأساسي الناتج عن الإرث المسيحي معرض للخطر حيث تحل محله، محل الإدراك الأخلاقي، العقلانية الغائية التي تحدثت عنها قبل قليل. إنه تضليل العقل عما هو أساسي”.

“إن مكافحة تضليل العقل والحفاظ على قدرته على رؤية الأساس، ورؤية الله والإنسان، والصالح والحقيقي، هما الاهتمام المشترك الذي يجب أن يوحد كل أصحاب النوايا الحسنة. فمستقبل العالم في خطر”، حسبما قال البابا.

وعن تطويب الكاردينال جان هنري نيومان، تحدث البابا عن مظهرين يسيران جنباً إلى جنب ويعبران عن الأمر عينه.

“الأول هو وجوب تعلمنا من اهتداءات نيومان الثلاثة (…) التي تشكل خطى درب روحي يهمنا جميعاً”. وشدد البابا فقط على الاهتداء الأول “الاهتداء إلى الإيمان بالله الحي”.

يوضح البابا هذا الجانب قائلاً أن نيومان كان يفكر إلى ذلك الحين كرجال زمانه ورجال اليوم الذين لا يستبعدون فقط وجود الله بل يعتبرونه بكل الأشكال كأمر مشكوك فيه لا دور أساسي له في حياتهم الخاصة. وكان يرى الأمور الفعلية في ما هو محسوس. ها هو “الواقع” الذي نتوجّه وفقاً له. “الواقعي” هو المحسوس أي الأمور التي يمكننا أن نحسبها.

أما نتيجة الاهتداء فقد تبلورت في إدراك نيومان أن الأمور هي العكس تماماً، وأن الله والروح يشكلان ما هو فعلي وأساسي. فهما أكثر واقعية من الأمور المحسوسة.

إن اهتداء نيومان الأول هو إذاً مثالي للجميع. يوضح البابا أن “هذا الاهتداء يعني نقطة تحول كوبرنيكية. فما كان يبدو سابقاً غير حقيقي وثانوي يتضح الآن أنه الأمر الحاسم. حيث يحصل اهتداء مماثل، لا يطرأ تغيير على مجرد نظرية، بل يتغير الشكل الأساسي للحياة. نحن جميعاً بحاجة دائمة إلى اهتداء مماثل: وهكذا نسير على الدرب القويمة”.

وكان “الضمير” دافع هذا الاهتداء. فالضمير، بالنسبة لنيومان، يعني قدرة الإنسان على الحقيقة: القدرة على تمييز الحقيقة في مجالات وجوده الحاسمة – الدين والأخلاق. الضمير، قدرة الإنسان على تمييز الحقيقة، يفرض عليه في الوقت عينه واجب السير نحو الحقيقة والسعي إليها والخضوع لها أينما يجدها”.

يتابع البابا قائلاً: “الضمير هو القدرة والطاعة تجاه الحقيقة التي تنكشف للإنسان الباحث بقلب مفتوح. إن درب اهتداءات نيومان هي درب الضمير – لا درب الذاتية بل على العكس درب الطاعة للحقيقة التي تنكشف له تدريجياً”.

وعن اهتداء نيومان إلى الكثلكة، قال البابا أنه كان بمثابة انفصال جذري إذ “توجب عليه أن يتخلى عن كل شيء عزيز وثمين: عن ممتلكاته ومهنته، ورتبته الأكاديمية، والأواصر العائلية والعديد من الأصدقاء”.

وأضاف البابا أن نيومان كتب في يومياته في يناير 1863 هذه الجمل المؤثرة: “كبروتستانتي، ديانتي كانت البائسة وليس حياتي. والآن، ككاثوليكي، حياتي هي البائسة وليس ديانتي”.

كذلك، تحدث البابا عن رحلاته إلى مالطا والبرتغال وإسبانيا: “فمن خلالها، اتضح من جديد أن الإيمان ليس شيئاً من الماضي، بل هو لقاء مع الله الذي يحيا ويعمل الآن. هذا ما يتحدانا ويعارض توانينا، لكنه يفتح لنا الدرب المؤدية إلى الفرح الحقيقي”.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير