قبر يسوع: سَبْق صحفي غير موجود

رئيس الأساقفة برونو فورتي، عضو اللجنة اللاهوتية العالمية

Share this Entry

روما، 2 مارس 2007 (ZENIT.org). – صرح أحد أشهر اللاهوتيين الكاثوليك أن إعلان اكتشاف قبر يسوع المزعوم هو أمر يناقض لا علم الآثار وحسب، بل ايضًا التاريخ نفسه.

فقد حلل رئيس أساقفة كياتي-فاستو، اللاهوتي برونو فورتي، عضو اللجنة اللاهوتية العالمية، لزينيت الاكتشافات التي يعد بها الوثائقي ” The Lost Tomb of Jesus ” الذي قام بإنتاجه المخرجان جايمس كامرون وسيمشا جاكوبوفيسي.

واعتبر فورتي أن الوثائقي يعالج موضوع “قبور يعود بعضها إلى القرن الأول، تم اكتشافها بالقرب من حي تالبيوت في مطلع الثمانينات، وقد نُقش عليها أسماء يسوع، مريم، يوسف، متى… هذا هو واقع الأمور”.

وأضاف فورتي: “ولكن هناك الكثير من القبور المماثلة في الأراضي المقدسة. لذا، فليس هناك من جديد تحت الشمس”.

“وتساءل رئيس الأساقفة: “ولكن، لماذا كل هذا الصخب؟” مشيراً الى أن هوليود تحاول الحصول على سَبْق صحفي. فبعد الأرباح التي أدرّ بها فيلم “شفرة دا فينشي” (The Da Vinci Code)، أرادت هوليود أن تحصد نجاحًا مماثلاً، وذلك عبر التلاعب بمسألة حساسة، طارحةً التساؤل: هل قام يسوع حقًا؟”.

“لأن الفرضية التي يتم عرضها هي التالية: إذا كان ذلك قبر يسوع وعائلته، ينتج عن ذلك أن القيامة ليست إلا تلفيقًا قام به تلاميذ يسوع”.

“بالإضافة إلى عدم ثبات الحجج الأثرية، إذ قد عارضها حتى علماء آثار إسرائيليون، فواقع القيامة هو واقع يتم الحديث عنه بطريقة رزينة وجدية في العهد الجديد: عبر تقاليد خمسة، هي الأناجيل الأربعة والقديس بولس”.

“نعرف جيدًا أن أخبار القيامة هذه قد أخضعت لنقد تخفيفي من قبل النقد الليبرالي في القرن الثامن عشر. فقد توصل رينان إلى القول أن القيامة يمكن تفسيرها عبر هلوسة امرأة متيّمةٍ، أقامت الله من الموت، بقدرة حب إلهي”.

“ولكن الحقيقة هي أن الأبحاث النقدية التي أقيمت في القرنين الماضيين أدت إلى اكتشاف الجذور التاريخية القائمة وراء قصص ظهورات القائم من الموت”.

وقال فورتي: “هناك فراغ بين الجمعة العظيمة، عندما تخلى الرسل عن يسوع، وأحد الفصح، عندما أصبحوا شهودًا شجاعين ومندفعين حملوا البشرى إلى أقاصي الأرض واهبين حياتهم لأجلها”.

“ماذا جرى؟ – المؤرخ غير المؤمن لا يستطيع أن يشرح هذا الأمر. أما الأناجيل فتشرح لنا ذلك. لقد عاش الرسل لقاءً غيّر حياتهم”.

“وهذا اللقاء الذي تنقله لنا أخبار ظهورات القائم من الموت يميّزها واقع أساسي، وهو أن المبادرة لم تكن مبادرة الرسل، بل مبادرته هو، مبادرة الحي، كما يقول كتاب أعمال الرسل 1، 3: ‘وظهر لهم حيًا‘”.

“وهذا يعني أن الأمر لم يكن أمرًا جرى في الرسل، بل أمرًا جرى لهم. وانطلاقًا من هذا ابتُدئ بإعلان اسم يسوع بشجاعة وزخم جذب حتى العباقرة – الذين ليسوا حالمين بكل تأكيد – أمثال أغسطينس وتوما الأكويني، وصولاً إلى الأم تريزيا من كالكوتا…”.

ولاحظ رئيس الأساقفة برونو فورتي أن هذا السبق الاعلامي يبين الاهتمام الكبير الذي يولده يسوع المسيح في الأشخاص، وإلا لما لفتت هذه الأخبار الانتباه بهذا الشكل.

وتساءل فورتي: “لِمَ تركز وسائل الإعلام على أمور فضولية متعلقة بيسوع؟”، وتابع: “من البديهي الجواب بأن يسوع هو في عمق الثقافة الغربية، وليس هذه الثقافة وحسب، وأنه مرجعية أساسية وهامة لدرجة أن كل ما يتعلق به يتعلق بنا”.

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير