أوغادوغو-روما، 6 مارس 2007 (ZENIT.org). – قام رئيس بوركينا فاسو بالتعاون مع جماعة سانت إيجيديو (www.santegidio.org) بصياغة معاهدة اتفق عليها أطراف النزاع الذين يخوضون الحرب الأهلية في ساحل العاج.
قام بتوقيع المعاهدة كل من رئيس الجمهورية، لوران غباغبو، ورئيس “القوات الجديدة” (الميليشيا المتمردة) غييوم سورو.
وصرحت جماعة سانت إيجيديو في بيان لها أن هذه المعاهدة هي “خطوة كبيرة في المسيرة نحو السلام، بعد أشهر من الجمود السياسي والعسكري في الدولة الغرب إفريقية التي تعاني من الحرب الأهلية منذ عام 2002”.
وقد ساهم في العمل للتوصل إلى هذه المعاهدة رئيس بوركينا فاسو، بليز كومبواري، الذي تعاون في الفترة الأخيرة مع جماعة سانت إيجيديو الملتزمة منذ سنوات في العمل على وضع أسس حوار سلمي في ساحل العاج.
وتحدثت الجماعة في بيانها عن الوضع السياسي الذي كان سائدًا في المنطقة مؤخرًا. فمنذ نهاية عام 2006، تم تعطيل الحكومة عبر سلسلة من الفيتو. فساحل العاج منقسم إلى قسمين، وهذه الحالة تؤثر سلبًا على المواطنين، وخصوصًا على سكان الشمال، منطقة المتمردين التي تعاني منذ سنوات من نقص وخيم في مجال التعليم والصحة، الأمر الذي دفع بالكثيرين إلى النزوح نحو الجنوب.
ويقدّر عدد اللاجئين إلى بوركينا فاسو بنحو المليون نسمة.
ويذكّر البيان أنه بالإضافة إلى هذا العدد الكبير، يجب الأخذ بعين الاعتبار أن معظم سكان ساحل العاج لا يملكون بطاقات هوية.
وأشارت جماعة سانت إيجيديو أن سبب الأزمة هو “الأطماع السياسية التي أدت إلى صراعات بين السكان المحليين وبين المهاجرين”. ولهذا الأمر في ساحل العاج وقعٌ كبير لأن ما يزيد عن ثلث السكان هم من أصل أجنبي.
وتعمل جماعة سانت إيجيديو منذ سنوات، عبر شبكة من الجماعات المحلية، على مساعدة الفقراء وعلى بناء مناخ من الحوار والتعايش، من خلال مبادرات حوار بين الأديان.
ومنذ بدء الأزمة شاركت الجماعة بشكل فاعل في محاولات الوساطة مثل لقاءات مركوسيس، لومي، وأقرا.
ولهذا السبب، تم استدعاء جماعة سانت إيجيديو إلى الحوار المباشر في بوركينا فاسو، لأن جميع أطراف النقاش يعترفون بالدور الفاعل الذي قامت به الجماعة في قضية الحرب الأهلية في ساحل العاج.