موسكو، 6 مارس 2007 (ZENIT.org). – قام التعاون بين مختلف الطوائف المسيحية بخطوة كبيرة في مجال السعي للاعتراف بجذور أوروبا المسيحية.
فقد اختُتم اللقاء المسيحي الذي ضم ممثلين عن دول البلطيق واتحاد الدول المستقلة لمدة يومين (27 و 28 فبراير) بقرار مشترك يهدف إلى إعادة إحياء أعمال اللجنة الاستشارية بين الطوائف المسيحية. كما وصدر عن اللقاء إعلان مشترك يدعو المجتمع والدول الأوروبية إلى احترام حقوق المسيحيين ومبادئهم.
ويعتبر هذا اللقاء الذي نظمته الكنيسة الأرثوذكسية في روما مدخلاً إلى المؤتمر المسكوني الأوروبي الثالث الذي سيعقد في رومانيا من 4 إلى 9 سبتمبر من السنة الجارية.
انتقد المشاركون في اللقاء – الذي حمل عنوان: “أوروبا المعاصرة: الله، الإنسان والمجتمع. حقوق الإنسان والتغيرات الخلقية” – القرارات التي يتم اتخاذها باسم المساواة والحقوق والتي تعتبر “لائقة سياسيًا”، وهي في الحقيقة هدم لمفهوم العائلة التقليدي.
وقد رفض جميع الممثلين الدينيين المحاولات الرامية “إلى تشريع القران المثلي، وإلى قبول الاجهاض والقتل الرحيم، بالإضافة إلى الدعاية الملحة لـ “ثقافة الموت”، والانفلات، والمثلية، وغيرها من الخطايا التي تعرض الأفراد والمجتمع للخطر”.
وشرح المشاركون أن هذه المواقف ليست ضد الأشخاص، بما أن الكنيسة “منفتحة على الجميع”، بل هي مباشرة ضد الخطيئة والدعاية التي تجري لها”.
وقال كيريل، رئيس مكتب العلاقات الخارجية لبطريركية موسكو: “لا يمكن الاعتراف بالخطايا كجزء من الحقوق البشرية”، “نحن لا ندين الأشخاص بل الخطايا”.
وصرح المشاركون أن أمانة أوروبا لتراثها المسيحي مرتبط بجهد المسيحيين، ولاحظوا أن أوروبا “وجدت نفسها ضعيفة أمام التأثير الكاسح للمادية، والاستهلاكية، والعلمانية العدائية، ورفض الدين والنسبية الخلقية”.
كما وتطرأ المشاركون إلى همود المسيحيين الأوروبيين وإلى عدم تحركهم عندما يتم التعرض إلى مبادئهم، وذكروا مثل القوة الإعلامية والعملية التي حركها الإسلام للحصول على احترام حقوقه.
وقال المشاركون: “إن الحقوق التي يتمتع بها غير المؤمنين، هي حقوقنا نحن أيضًا كمسيحيين. ولذا يجب أن يسمع صوتنا في المجتمع وأن يكون لنا تأثيرنا في القرارات الاجتماعية لتكون مطابقة لمبادئنا”.
اللجنة الاستشارية بين الطوائف المسيحية
وكانت إعادة إحياء اللجنة الاستشارية بين الطوائف المسيحية من أهم مقررات اللقاء.
تم إنشاء هذه اللجنة سنة 1993 في موسكو، وقامت بنشاط مكثف من سنة إنشائها وحتى عام 2002، عبر ثلاثة أو أربعة اجتماعات سنوياً. بينما تضاءلت نشاطاتها في السنوات الأخيرة.
والهدف من إعادة إحياء اللجنة الاستشارية بين الطوائف المسيحية، والمشاركة الموسعة من قبل دول البلطيق، روسيا والدول السوفيتية السابقة، هو “أن تكون مرجعية دينية وثقافية خارج الحدود الروسية، ونقطة التقاء وتفاهم حول المشاكل الآنيّة الأساسية”.