الكرسي الرسولي يدعو إلى محاربة ظاهرة استغلال النساء المتفشية

مداخلة رئيس الأساقفة شلستينو مليوري

Share this Entry

نيويورك، 7 مارس 2007  (ZENIT.org). – دعا رئيس الأساقفة شلستينو مليوري، مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة، إلى محاربة وباء استغلال النساء، وإلى لفت الانتباه إلى هذه الظاهرة الكريهة، وإلى التوصل إلى تقدير جديد للقيم النسائية الأصيلة في أُسس مجتمعاتنا.

ففي مداخلته نهار الجمعة قال مليوري أن البعثة الفاتيكانية تقدر “التقدم الذي أُحرز في السنوات الأخيرة” واعتبر رئيس الأساقفة أمرًا غريبًا أنه “بينما يتزايد الحس نحو القضايا المتعلقة بالنساء، يواجه العالم أشكالاً جديدة من العنف والعبودية ضد المرأة”.

واستنكر مليوري الانتهاكات التي تتعرض لها “حقوق النساء والمراهقات والأطفال في مجالات مختلفة. تعاني النساء من عبء البغاء، والاستغلال الجنسي والاعتداءات، العنف المنزلي وتشغيل القاصرات، والتجارة بالبشر”.

وذكّر ممثل الكرسي الرسولي أن التجارة الجنسية العالمية قد “أصبحت حقلاً تجاريًا مهمًا”، وأنه “غالبًا ما يسكت عنه باسم حرية تعتبر نفسها ديموقراطية، ولاعتباره أمرًا متعذرًا تصعب معالجته”.

وصرح مليوري بأن المعاملة السيئة التي تتعرض لها النساء “هي قديمة العهد في التاريخ البشري”، ولكي نتوصل إلى حل لهذه المشكلة، “يجب أن نعد مشروعًا طويل الأمد لوضع حدّ لهذه الظاهرة. وعلى الدول والثقافات أن تجد أسسًا مشتركة لبناء العلاقات البشرية وتحسينها انطلاقًا من إنسانيتنا المشتركة”.

واعتبر مليوري أن الحالة التي تعيشها النساء هي ثمرة بعض التقاليد التي تعتبر المرأة أدنى من الرجل وتنظر إليها كعبء اقتصادي، وتسعى إلى القضاء عليها قبل الولادة.

ومن وجهة النظر هذه، يعتبر الإجهاض سبيلاً لتحرير النساء، “سخريةً تستعملها المرأة ضد المرأة”.

“وفي إطار قنوات استغلال الشخص البشري، يجري استعمال المؤسسة الزوجية بشكل خاطئ كغطاء سليم للاستغلال الجنسي وللعمل الاستعبادي” من خلال نساء تُعرف بـ “زوجات عبر المراسلة” أو “زوجات مؤقتة”.

واعتبر رئيس الأساقفة أنه لا يكفي الاستنكار أمام هذه التصرفات الشنيعة لوضع حد لها؛ بل يجب الرجوع إلى مسألة السوق الذي، من خلال ظاهرة الطلب، يجعل هذا النوع من التجارة ممكنًا لا بل مزدهرًا”.

“نحن بصدد مسألة هي بكل وضوح مشكلة حقوق بشرية، إذ ترى النساء حقهنّ بالعيش وكرامتهنّ البشرية مهدورين”.

وأكد مليوري أن “الوعي المتنامي لهذه الظاهرة هو وسيلة بسيطة وناجعة لمحاربة هذا الوباء على صعيد محلي. يجب أن تعرف جماعات القرى الصغيرة، حيث تضطر الفتيات على النزوح والهجرة للحصول على عمل، كيف تواجه الأخطار التي تتعرض لها هذه الأجيال الشابة”.

وتابع شارحًا: “هناك منظمات ذات خبرة تستطيع أن تساعد هذه الجماعات في هذه المسألة. وعلى رجال السياسة المحليين والوطنيين أن يتحملوا مسؤوليتهم في هذا المضمار”.

وفي الختام قال رئيس الأساقفة: “إن تعزيز دور المرأة لا يتحقق فقط من خلال المطالبة بحقوق المرأة. فإلى جانب هذا، يجب التوصل إلى تقدير جديد للقيم النسائية الأصيلة في أُسس مجتمعاتنا”.

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير