أتت كلماته هذه في “اليوم العالمي السادس للأعمال الخيرية وللتطوع” الذي تنظمه جامعة القديس أنطونيوس الكاثوليكية، وقد تلا خلال اللقاء محاضرة بعنوان: “السلام والحوار بين الأديان”.
وحلل رئيس الأساقفة واقع السلام والتعايش بين الأديان في وطنه، البوسنة والهرسك، حيث تعيش أربع مجموعات دينية: إسلامية، يهودية، كاثوليكية وصربية-أرثوذكسية.
وكان الكاردينال فينكو بولجيك من بين الأصوات التي دوّت مطالبة بالسلام خلال الصراع الدموي الذي ضرب منطقة البلقان خلال التسعينات.
ذكّر بولجيك في محاضرته بعنوان رسالة البابا بندكتس السادس عشر بمناسبة اليوم العالمي للسلام: “الشخص البشري، قلب السلام”، ليقول أنه “في صلب الطبيعة البشرية تكمن صورة الله، الذي يحمل الضمير الإنساني إلى عيش العدالة، التضامن والاحترام نحو جميع المخلوقات بما أنها جميعها خليقة الله”.
كما وتحدث الكاردينال عن القدرة الكبيرة التي يتمتع بها الإنسان، بحيث يستطيع أن يبني السلام، أو أن يدمر العالم بالحروب والنزاعات.
وقال: “الإنسان هو قلب السلام، كما ذكّر البابا بندكتس السادس عشر، ولكنه مصدر وقلب النزاعات أيضًا. فالإنسان يحمل في قلبه مخاوف وشكوك يمكن أن تتحول إلى صدامات، وأحقاد وعنف، وحروب. كل هذه الأمور اختبرها الإنسان في البوسنة والهرسك”.
واعتبر الكاردينال أن الاختلاف الديني لا ينبغي أن يكون مصدرًا لا مهرب منه للصراعات والنزاعات بين الأديان. ولاحظ أن المشكلة تكمن في أن الاختلافات سرعان ما تظهر، بينما تنسى القيم المشتركة بسهولة كبيرة”.
وأنهى رئيس الأساقفة محاضرته مؤكدًا أن الكره هو عائق كبير يمنع المحبة من الانتصار في قلب الإنسان.
“الكره كجسم غريب في النفس. وهو مضرٌ للنفس مثل الطعام الفاسد للجسد. وقد عبّر الكره في البوسنة عن غضبه الجنوني من خلال إحراق المنازل، ومن خلال تدنيس أماكن العبادة والمقابر، ومن خلال عمليات القتل الجماعي”.