الفاتيكان، 11 مارس 2007 (ZENIT.org). – خاطب الأب الأقدس بندكتس السادس عشر الجموع المتألبة في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان لتلاوة صلاة التبشير الملائكي وتحدث إليها عن القراءة التي يقوم بها يسوع للمصائب والنوائب الشخصية والجماعية.
وانطلق البابا في تأمله من نص إنجيل اليوم (لو 13، 1- 9):
وفي ذلِكَ الوَقتِ حَضَرَ أُناسٌ وأَخبَروهُ خَبَرَ الجَليليِّينَ الَّذينَ خَلَطَ بيلاطُسُ دِماءَهم بِدِماءِ ذَبائِحِهِم.2فأَجابَهُم: ((أَتظُنُّونَ هؤلاءِ الجَليليِّينَ أَكبَرَ خَطيَئةً مِن سائِرِ الجَليليِّينَ حتّى أُصيبوا بِذلك؟3أَقولُ لَكم: لا، ولكِن إِن لم تَتوبوا، تَهلِكوا بِأَجمَعِكُم مِثلَهم.4وأُولئِكَ الثَّمانِيَةَ عَشَرَ الَّذينَ سَقَطَ عَليهِمِ البُرجُ في سِلْوامَ وقَتَلَهم، أَتَظُنُّونَهم أَكبرَ ذَنْباً مِن سائِرِ أَهلِ أُورَشَليم ؟5أَقولُ لكم: لا ولكِن إِن لم تَتوبوا تَهِلكوا بِأَجمَعِكُم كذلِكَ )).
6وضَرَبَ هذا المَثَل: ((كانَ لِرَجُلٍ تينَةٌ مَغروسَةٌ في كَرمِه، فجاءَ يَطلُبُ ثَمَراً علَيها فلَم يَجِدْ. 7فقالَ لِلكَرَّام: ((إنِّي آتي مُنذُ ثَلاثِ سَنَواتٍ إِلى التِّينَةِ هذه أَطُلبُ ثَمَراً علَيها فلا أَجِد، فَاقطَعْها! لِماذا تُعَطِّلُ الأَرض؟))8فأَجابَه: ((سيِّدي، دَعْها هذِه السَّنَةَ أَيضاً، حتَّى أَقلِبَ الأَرضَ مِن حَولِها وأُلْقِيَ سَماداً.9فَلُرَّبما تُثمِرُ في العامِ المُقبِل وإِلاَّ فتَقطَعُها )).
وقال بندكتس السادس عشر معلقًا على كلمات يسوع: “إن النتيجة التي يود يسوع أن يحمل سامعيه إليها هي ضرورة التوبة”.
“ولا يقوم بعرضها بأسلوب أخلاقي متزمت، بل بأسلوب واقعي هو بمثابة الجواب الوحيد بوجه محنٍ تضعضع يقين الإنسان”.
وأشار البابا أن يسوع يحذر سامعيه من “تحميل الضحايا مسؤولية المحن” لأن “الحكمة الحقيقية” التي هي “الجواب الأكثر فعالية بوجه الشر” تقوم على الاتعاظ الشخصي من النوائب للارتداد والتوبة.
وقال البابا أن النص يفهمنا دعوة يسوع “إلى الإجابة على الشر، قبل كل شيء، عبر فحص ضمير جدي، ومن خلال الالتزام بتطهير السيرة الذاتية”.
“التوبة – أضاف البابا – رغم أنها لا تقي من المشاكل والمضايق”، “تسمح لنا بمواجهتها بشكل مختلف”، تساعد على “تحاشي الشر من خلال تعطيل تهديداته”، وتسمح “بالانتصار على الشر بالخير”.
واستخلص البابا قائلاً: “تقضي التوبة على جذور الشر التي هي الخطيئة، حتى ولو لم تستطع تحاشي عواقبه بالكلية”.
ثم أنهى كلمته مستشهدًا بالقول: “إشعال عود ثقاب خيرٌ من لعن الظلام” مشيرًا بذلك إلى أن الخير هو السبيل الأفضل والدواء الأنجع للقضاء على الشر ولمحاربته.