الفاتيكان، 12 مارس 2007 (ZENIT.org). – التقى بندكتس السادس عشر نهار الجمعة الماضي بالمشاركين في الجمعية العامة للمجلس الحبري للاتصالات الاجتماعية وتحدث إليهم عن ضرورة التركيز على الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام في حياة الشبيبة والأطفال.
وقال البابا أن قلقه “لا يختلف عن قلق أي أب أو أم، أو مربّي أو مواطن مسؤول”.
وأضاف البابا: “نعترف جميعنا أن الجمال، الذي هو بطريقة ما مرآة للألوهة، يلهم وينعش الفكر الشاب، بينما البشاعة والبذاءة تولد تأثيرًا سلبيًا في المواقف والتصرفات”، لذا “فإدخال وتربية الأطفال والشبيبة في سبل الجمال والحقيقة والصلاح هو واجب جاد”.
وأشار البابا أنه بإمكان وسائل الإعلام أن تساهم في هذه المهمة “فقط إذا عززت الكرامة الإنسانية الأساسية، قيمة الزواج الحقيقية، قيمة الحياة العائلية والنجاح وتطلعات البشرية”.
كما وتكلم البابا عن ازدهار وسائل الإعلام الجديدة كالراديو والتلفزيون فقال: “يعيش حقل الاتصالات الاجتماعية تغيرات سريعة. فبينما تسعى وسائل الإعلام المطبوعة جاهدة للاستمرار، تنمو وسائل أخرى كالراديو والتلفزيون والانترنت على وتيرة مذهلة”.
وأشار البابا إلى أن مسألة نتائج هذا النمو هو تساؤل جدي يجب أن يطرحه “كل من يفتش بجدية عن خير المجتمع المدني” لأن “قسمًا كبيرًا من خير المجتمع يعتمد على مساهمة وسائل الإعلام. يكفي التفكير بالأفلام الوثائقية الجيدة وبالأخبار، وبالترفيه السليم وبالمناقشات، وبالمقابلات التي تدعو إلى التفكير”.
وبالحديث عن انترنت قال: “أما بالنسبة للانترنت، فمن واجبنا أن نعترف بأنه شرّع أمامنا عالمًا من المعرفة والتعلّم، كان في الماضي بالنسبة للبعض منالاً صعبًا، إن لم يكن مستحيلاً. إن هذا الإسهام في الخير العام هو أمر يستحق المديح والتشجيع”.
كما ولفت البابا الانتباه إلى الاستغلال الذي تتعرض له وسائل الإعلام هذه لبث رسائل سلبية فقال: “من ناحية أخرى، نلاحظ بسهولة أن القسم الأكبر مما يتم بثّه بأشكال مختلفة في بيوت ملايين العائلات في العالم هو مدمّر”.
وفي هذا الصدد عبّر البابا عن دور الكنيسة قائلاً: “من خلال توجيه نور المسيح على هذه الظلال، تولّد الكنيسة الرجاء. فلنعزز جهودنا من خلال تشجيع الجميع على وضع السراج على المنارة حيث تستطيع أن تنير جميع من الذين في البيت، في المدرسة وفي المجتمع (راجع متى 5، 14- 16)”.
وأنهى كلمته داعيًا “قادة النشاط الإعلامي لكي ينصحوا المنتجين فيحترموا الخير العام، ويصونوا الحقيقة ويدافعوا عن الكرامة الإنسانية الفردية ويعززوا احترام حاجات العائلة”.