الفاتيكان، 12 مارس 2007 (ZENIT.org). – ننشر في ما يلي النص الكامل للخطاب الذي ألقاه البابا بندكتس السادس عشر نهار الجمعة الماضي أثناء المقابلة الخاصة التي جمعته بالمشاركين في الجمعية العامة للمجلس الحبري للاتصالات الاجتماعية
* * *
أصحاب السيادة،
أيها الإخوة الأساقفة الأعزاء،
أيها الإخوة والأخوات الأعزاء في المسيح،
يسعدني أن أرحب بكم اليوم في الفاتيكان بمناسبة الجمعية العامة للمجلس الحبري للاتصالات الاجتماعية. أشكر بشكل خاص رئيس الأساقفة فولي، رئيس المجلس لأجل كلمات المقدمة اللطيفة. وأود أن أعبر لجميعكم عن خالص امتناني لأجل التزامكم في الخدمة الرسولية في حقل الاتصالات الاجتماعية، والتي لا يمكن التخفيف من أهميتها في عالمنا الذي يضحي أكثر فأكثر تكنولوجيًا.
يعيش حقل الاتصالات الاجتماعية تغيرات سريعة. فبينما تسعى وسائل الإعلام المطبوعة جاهدة للاستمرار، تنمو وسائل أخرى كالراديو والتلفزيون والانترنت على وتيرة مذهلة.
وفي إطار العولمة، تتركز وسائل الإعلام الاكترونية هذه في يد عدد قليل من المؤسسات العالمية التي يتخطى تأثيرها حدود المجتمعات والثقافات.
ما هي نتائج النمو الصناعي في حقل الإعلام والترفيه؟ أعرف أن هذا التساؤل يسترعي انتباهكم. نظرًا للدور الذي تلعبه وسائل الإعلام في صقل الثقافات، يتعلق هذا التساؤل بكل من يفتش بجدية عن خير المجتمع المدني.
من دون شك، إن قسمًا كبيرًا من خير المجتمع يعتمد على مساهمة وسائل الإعلام. يكفي التفكير بالأفلام الوثائقية الجيدة وبالأخبار، وبالترفيه السليم وبالمناقشات، وبالمقابلات التي تدعو إلى التفكير.
أما بالنسبة للانترنت، فمن واجبنا أن نعترف بأنه شرّع أمامنا عالمًا من المعرفة والتعلّم، كان في الماضي بالنسبة للبعض منالاً صعبًا، إن لم يكن مستحيلاً. إن هذا الإسهام في الخير العام هو أمر يستحق المديح والتشجيع.
من ناحية أخرى، نلاحظ بسهولة أن القسم الأكبر مما يتم بثّه بأشكال مختلفة في بيوت ملايين العائلات في العالم هو مدمّر.
من خلال توجيه نور المسيح على هذه الظلال، تولّد الكنيسة الرجاء. فلنعزز جهودنا من خلال تشجيع الجميع على وضع السراج على المنارة حيث تستطيع أن تنير جميع من الذين في البيت، في المدرسة وفي المجتمع (راجع متى 5، 14- 16).
في هذا الصدد، إن رسالتي بمناسبة اليوم العالمي للاتصالات الاجتماعية لهذه السنة تستدعي الانتباه إلى العلاقة بين الشبيبة ووسائل الإعلام. فقلقي لا يختلف عن قلق أي أب أو أم، أو مربّي أو مواطن مسؤول.
نعترف جميعنا أن “الجمال، الذي هو بطريقة ما مرآة للألوهة، يلهم وينعش الفكر الشاب، بينما البشاعة والبذاءة تولد تأثيرًا سلبيًا في المواقف والتصرفات” (عدد 2).
لذا فإدخال وتربية الأطفال والشبيبة في سبل الجمال والحقيقة والصلاح هو واجب جاد. ويمكن أن تساهم وسائل الإعلام في هذه المهمة فقط إذا عززت الكرامة الإنسانية الأساسية، قيمة الزواج الحقيقية، قيمة الحياة العائلية والنجاح وتطلعات البشرية.
أوجه من جديد الدعوة إلى قادة النشاط الإعلامي لكي ينصحوا المنتجين فيحترموا الخير العام، ويصونوا الحقيقة ويدافعوا عن الكرامة الإنسانية الفردية ويعززوا احترام حاجات العائلة.
وأشجع جميع المشاركين بلقاء اليوم، واثقًا بأن ثمار تفكيركم وأبحاثكم ستتقاسمونها مع الكنائس، من خلال الهيكليات الأبرشية والمدرسية والرعوية.
أمنحكم بركتي الرسولية لكم وزملائكم ولأفراد عائلاتكم.
ترجمة وكالة زينيت العالمية (www.zenit.org)
حقوق الطبع 2007 – مكتبة النشر الفاتيكانية