روما 15 مارس 2007 (zenit.org). – “أبناء لبنان الضائعون”، هو عنوان الوثائقي الذي يتناول مأساة آلاف الأشخاص المعتقلين في السجون السورية. مأساة بدأت منذ 30 عاماً، منذ ان احتلت دمشق موطن الأرز. يتخلل الوثائقي – الذي قدّمه “المرصد الجيوسياسي الشرق أوسطي” (Osservatore Geopolitico Medio-Orientale) يوم أمس في روما- مقابلات وشهادات لمعتقلين سابقين ولأهالي المعتقلين الذين لا يزالون في السجون السورية حتى اليوم. سالفاتوري ساباتيني، من إذاعة الفاتيكان، أجرى مقابلة مع مدير المرصد روجيه بو شاهين.
وقال بو شاهين: “منذ بداية الحرب وحتى اليوم، اختفى من لبنان ما يقارب 17 الف شخص، ولا يمكننا أن نتهم السوريين باختفائهم جميعاً. ولكن الدلائل، واعتراف الامم المتحدة ومنظمة العفو الدولية والاتحاد الاوروبي بوجود لبنانيين في السجون السورية – ومع وجود نظام ينفي كل ذلك – يقدم هذا الوثائقي دلائل لا يمكن للانسانية ان تتجاهلها. لا يمكن لأي سياسي، وأي دبلوماسي وأية منظمة إنسانية تزور لبنان وسوريا أن تتغاضى عن هذه المسألة: فالأمر يتعلق بمئات الاشخاص الذين عانوا التعذيب والقهر ولا نعلم إن كانوا أحياء أم أمواتاً”.
س: لماذا تبقى الجماعة الدولية صامتة أمام هكذا مشكلة؟
ج: كلّنا يعلم بأن الامر يأخذ المنحى السياسي. ولهذا السبب أردنا أن ننطلق من مأساوية هذه المشكلة لنجعل منها مشكلة لا علاقة لها بالسياسة. نوجّه النداء الى الصليب الاحمر الإيطالي، والى الصليب الاحمر الدولي للمضي قدماً في اتخاذ تدابير عملية تجاه سوريا، ولإجراء التحقيقات. كما وأننا نطالب بإنشاء لجنة دولية – بدعم من إيطاليا والامم المتحدة – وبأن تصبح إيطاليا لاعباً أساسياً في الضغط على سوريا في هذا المجال.
س: عرضتم هذا الوثائقي في كندا منذ بضعة ايام. كيف كانت ردود الفعل في القارة الامريكية؟
ج: شوهد بعض البرلمانيين الكنديين يبكون لدى رؤيتهم لهذا الوثائقي. بكوا لأنهم لم يكونوا على علم بوجود حالة مأساوية كهذه. لم يكونوا على علم بأن هؤلاء الاشخاص كانوا هناك منذ 30 عاماً. كانوا في الثلاثين من العمر عندما اعتُقلوا، وها نحن نراهم في الفيلم لدى خروجهم وهم الستين من العمر، وعلامات التعذيب بادية على أجسادهم. الموضوع يتطلب الكثير، وأنا على ثقة بأن الجماعة الدولية تعمل من خلال الجمعيات اللبنانية، ونأمل أن نلقى دعم جميع المؤسسات وبخاصة الأوروبية منها.