وعلق الأب لومباردي على الدوافع الكامنة وراء نشأة المشروع الأوروبي عبر توقيع معاهدة روما فقال : “إن خبرة الديكتاتوريات والحروب المأساوية ولدت في قلوب رجال بعيدي النظر – من بينهم ثلاثة سياسيين كاثوليك: شومان، أدناور ودي غاسبري – المشروع الأكبر لتوحيد شعوب متصالحة في سلام دائم، وعبر احترام الحقوق البشرية والحريات”.
“اليوم، يبدو وكأن مسيرة أوروبا باتت بطيئة ومحفوفة بالشكوك. وتمتد أمامنا مشاكل العالم الكبرى: العولمة، الهجرة، التغيرات المناخية، النقص في الموارد الحياتية، الفقر، التهميش الاجتماعي، الأوبئة، الإرهاب العالمي…”.
“ولا تستطيع الدول، حتى العظمى منها، أن تواجه هذه المشاكل لوحدها. لذا فعلى النموذج الأوروبي أن يكون مثالاً لعلاقات التعاون والتضامن بين الشعوب”.
وأشار مدير دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي أن اللجنة التي عينها الأساقفة الأوروبيون قد أظهرت كيف أن “الاتحاد الأوروبي قد نما على أسس قيم أساسية كالديمقراطية، واحترام الآخرين، والتعاضد”.
“تجد هذه القيم ركيزتها في التقليد المسيحي وقد عززها بشكل مستمر تعليم الكنيسة الاجتماعي”.
وأشار الأب لومبادري إلى أنه من واجب المسيحيين أن “يقاوموا بشجاعة النزعات السياسية والثقافية السلبية” وأن يساهموا في بناء “أوروبا القيم” من خلال “السعي بسخاء إلى تعزيز الخير العام بعيدًا عن المصالح الخاصة”.
وأنهى كلمته مؤكدًا أن “هذا العمل هو خدمة للعائلة البشرية بأسرها”.