الإرشاد الرسولي:

الأب ماثيوس اليسوعي يحلل الإرشاد الرسولي

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

روما، 28 مارس 2007 (ZENIT.org). – “يجب قراءته! بعيون مفتوحة! … فالهدف من هذا الإرشاد الرسولي هو التعمق في سر المحبة الذي يتخطى إدراكنا”. هذه هي كلمات الأب ماثيوس اليسوعي، الخبير الذي شارك في سينودس العام 2005 حول الافخارستيا “مصدر وغاية حياة الكنيسة ورسالتها “، والذي شارك في كتابة “دليل إلى القراءة” يرافق الإرشاد الرسولي “سر المحبة”.

ما زالت هناك عدة مواضيع دون حلول. ما هو برأيكم الجديد الذي قدمه الإرشاد الرسولي؟ الأب ماثيوس:
 
لكي أجيب على سؤالكم، أعتقد أنه من المفيد أن أشير إلى نقاط لاهوتية ثلاث تشكل نقاط قوة صلبة في الإرشاد: الجمال، العبادة والعيش، والسجود.فلنبدأ بالجمال: لكلمة “دهشة” ” stupore ” في اللغة الإيطالية رنين جميل: تتغنى هذه الكلمة بالسر المتسامي. تترجم للافخارستيا كلمات العجب والاندهاش والمفاجئة. وليتورجية الافخارستيا هي عمل تسبيح يفتح الإنسان على موقف الدهشة أمام السر. هي “تألق الحقيقة” (عنوان رسالة عامة حول مسائل اللاهوت الأدبي: veritatis splendor).
 
ففي جوهرها، ترتبط الليتورجية بالجمال. وهذا الجمال ليس عبارة عن مجرد جمالية: هذا الجمال هو جمال “كريستولوجي”: هي تألق وجه المسيح في تاريخ البشرية. وبهذا المعنى الافخارستيا هي عمل الله قبل أن تكون عمل البشر.وجه المسيح هو وجه فصحي: يسوع هو في الوقت عينه “الأكثر جمالاً بين بني البشر” (مز 45، 3) وذاك الذي “لا صورَةَ لَه ولا بَهاءَ فنَنظُرَ إِلَيه ولا مَنظَرَ فنَشتَهِيَه” (أش 53، 2). كلمات العهد القديم هذه تساعدنا لكي نفهم كلمات العهد الجديد: “من رآني رأى الآب” (يو 14، 18) أو كلمات بيلاطس عندما قدم يسوع: “هوذا الرجل” (يو 19، 5).
 
التأمل بيسوع وبعمله، لا يعني ماهية الإنسان. والروح وجده يكشف لنا طريقة مرور الرب في حياتنا. العبادة والعيش: العبادة الروحية التي يتحدث عنها القديس بولس (روم 12، 1) ليست روحانية بمعنى أنها تشتتنا عن أمور الزمان.  فالحياة الجديدة مع المسيح هي حياة مغيرة ومغيّرة. لا تقودنا الافخارستيا إلى السماء دون أن تضعنا أمام مسؤولياتنا على الأرض وفي الكون. يستعمل الإرشاد الرسولي كلمات مثل “التماسك”، “الانشطار النووي”، “الدينامية”، “التحول”، الشراكة”، وهي جميعها تعابير تبين عن ارتباط ليتورجية الافخارستيا بليتورجية الحياة. فالعبادة المرضية لدى الله هي أن “نعيش بحسب نهار الأحد” (ع. 72).
 
هذه كانت تعابير القديس اغناطيوس في حديثه عن المسيحيين. السجود: تحدثت بعض أعداد الإرشاد عن أهمية العبادة الافخارستية في الغرب (ع. 66- 67). وتحدث أسقف تارب ولورد عن آنية هذه الصلاة بالنسبة للشبيبة، وظاهرة السجود للقربان المقدس هي سبيل لتطبيع التاريخ البشري بـ “صورة” الافخارستيا (ع. 76). ويقول القديس أغسطينوس أننا نحن الذين نأكل جسد المسيح ونشرب دمه، نعيش الحركة المعاكسة أيضًا: أي أن المسيح يأخذنا ويضمنا إلى جسده. ينبغي على الكنيسة أن تنمو وأن تتقدس كجسد المسيح. ولكي نتحول إليه علينا أن نقضي الوقت أمام الرب لكي نتحول (نعبر) إليه.
 
وهذا هو الفصح! هناك لاهوت تاريخ عميق يربط بين عمل المسيح الفصحي والسجود لجسده. وهذه نقطة أساسية في مجال الرسالة والتبشير. 

هناك نقاط تبقى بلا حلول إثر قراءة الإرشاد. ما هي القراءة التي تنصحون بها؟
الأب ماثيوس:
 
يجب قراءة الإرشاد بعيون مفتوحة! فإذا ما تصلبنا في مواقفنا، سنشعر بعدم الارتياح وبالانغلاق أمام الكثير من الصفحات. يجب أن نتوقف ونتأمل النقاط التي تتجاوب مع مواقفنا. وأمام المواقف التي تتعارض مع نظرتنا، يحسن بنا أن نتوقف ونحاول أن نفهم. لا يمكن حل جميع المشاكل في إرشاد رسولي. ولكن التبحر بهدوء بين ما يجذبنا وما يبعدنا يمكنه أن يكون سبيلاً للتعمق في السر الذي يفوق الكلمات. وهذا هو الهدف المرغوب: التعمق بسر حب يتخطانا.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير