الفاتيكان، 28 مارس 2007 (ZENIT.org). – ننشر في ما يلي الأعداد 18 و 19 من القسم الأول من الإرشاد الرسولي “سر المحبة” لقداسة الحبر الأعظم البابا بندكتس السادس عشر حول موضوع الافخارستيا مصدر وغاية حياة الكنيسة ورسالتها. تراتب أسرار التنشئة المسيحية
18. يجدر بنا في هذا الإطار تركيز الانتباه على موضوع تسلسل أسرار التنشئة المسيحية. هناك تقاليد كنسية متنوعة في هذا الصدد. ويتجلى هذا التنوع بشكل واضح في العادات الكنسية الشرقية، وحتى في ممارسات الغرب في مجال إعداد الراشدين، الذي يختلف عن إعداد الأطفال.
إلا أن هذه الاختلافات ليست من نوع عقائدي، بل هي ذات طابع رعوي. عمليًا، من الضروري السعي لاكتشاف أي من هذه الممارسات يساعد المؤمنين بشكل أفضل في اعتبار سر الافخارستيا كالمحور والواقع الذي يتوق إليه كامل عملية التنشئة.
فلتتحقق المجالس الأسقفية، بالتعامل الحثيث مع سائر مكاتب الإدارة البابوية المختصة، من فاعلية أساليب التنشئة المسيحية المعتمدة حاليًا، لكي يجد المسيحي في خدمة جماعاتنا الإعدادية العون الضروري لنمو متزايد يمكّنه من التوصل إلى عيش موقف افخارستي أصيل، يؤهله بدوره أن يمنح جوابًا عمّا هو فيه من رجاء بشكل يناسب زماننا (راجع 1 بط 3، 15). التنشئة، والجماعة المسيحية والعائلة
19. يجب أن نعي دومًا أن مسيرة التنشئة المسيحية بأكملها إنما هي مسيرة ارتداد نقوم بها بعون الله، مع اعتبار الجماعة الكنسية كمرجعية دائمة، وذلك عندما يقوم الراشد بطلب الانضمام إلى الكنيسة، كما يحصل في مناطق التبشير الأولى وفي الكثير من المناطق المعلمنة، أو عندما يطلب الأهل قبول أولادهم للأسرار.
في هذا الإطار أود أن ألفت الانتباه بشكل خاص إلى العلاقة القائمة بين التنشئة المسيحية والعائلة. يجب أن يربط العمل الرسولي بين العائلة المسيحية ومسيرة التنشئة. فقبول العماد والتثبيت والتقرب للمرة الأولى من سر الافخارستيا هي لحظات حاسمة ليس للشخص الذي يتلقاها فحسب، بل للعائلة جميعها. ولذا فعلى الجماعة الكنسية بمختلف عناصرها، أن تساند العائلة في مهمتها التربوية هذه.
أود هنا أن أشدد على أهمية المناولة الأولى. فبحق يبقى هذا اليوم مطبوعًا في ذاكرة الكثير من المؤمنين، كاللحظة الأولى التي أحسوا فيها، ولو بشكل أولي، أهمية اللقاء الشخصي بيسوع. يجب على الخدمة الرعوية أن تقيّم هذه المناسبة الهامة بشكل لائق.