من الإرشاد الرسولي "سر المحبة" لقداسة الحبر الأعظم بندكتس السادس عشر

“يؤدي فقدان حس الخطيئة إلى نوع من السطحية في فهم محبة الله نفسه”

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

الفاتيكان، 29 مارس 2007 (ZENIT.org). – ننشر في ما يلي الأعداد 20 و 21 من القسم الأول من الإرشاد الرسولي “سر المحبة” لقداسة الحبر الأعظم  البابا بندكتس السادس عشر حول موضوع الافخارستيا مصدر وغاية حياة الكنيسة ورسالتها.

ب. الافخارستيا وسر المصالحة

إرتباطهما الجوهري

20. بحق صرح آباء السينودس أن الافخارستيا تحملنا إلى تقدير أكبر لسر المصالحة. نظرًا للعلاقة القائمة بين هذين السرّين، لا يمكن للتعليم الأصيل عن سر الافخارستيا أن ينفصل عن اقتراح مسيرة التوبة (راجع 1 قور 11، 27- 29).

بالطبع، يمكننا أن نلاحظ كيف أنه في عصرنا، يتواجد المؤمنون في ثقافة تسعى إلى محو حس الخطيئة، وإلى تفضيل موقف سطحي يحمل على نسيان ضرورة أن يكون المرء في حالة النعمة للتقرب باستحقاق من تناول جسد الرب.

في الواقع، يؤدي فقدان حس الخطيئة إلى نوع من السطحية في فهم محبة الله نفسه. من المفيد أن يتذكر المؤمنون، في إطار طقس القداس، تلك العناصر التي تلفت إلى الوعي للخطيئة الشخصية، وفي الوقت عينه، إلى الوعي لرحمة الله.

إضافة إلى ذلك، تذكرنا العلاقة بين الافخارستيا وسر المصالحة أن الخطيئة ليست أبدًا مسألة فردية؛ فالخطيئة تشكل دومًا جرحًا داخل الجماعة الكنسية، التي انضممنا إليها بالمعمودية.

لهذا، فالمصالحة، بحسب قول آباء الكنيسة هي نوع من العماد الشاق، مشددين بذلك على أن غاية مسيرة التوبة هي إعادة الشراكة الكنسية الكاملة، التي تتجلى عبر التقرب من سر الافخارستيا.

 بعض التنبيهات الراعوية

21. ذكّر السينودس أن مهمة الأسقف الراعوية هي العودة الوطيدة إلى التربية على الارتداد الذي يتولد من الافخارستيا والذي يشجع المؤمنين على الاعتراف المتكرر. فليلتزم الكهنة، بكرم، والتزام، وكفاءة في خدمة سر المصالحة.

في هذا الصدد، من الضروري الانتباه إلى أن تكون كراسي الاعتراف مرئية في كنائسنا وأن تعبر عن معنى هذا السر.

أطلب إلى الرعاة أن يسهروا بحرص على الاحتفال بسر المصالحة، تاركين ممارسة الحل الجماعي للحالات الخاصة فقط، لأن الشكل الاعتيادي لممارسة سر المصالحة هو الشكل الشخصي.

أمام ضرورة إعادة اكتشاف الغفران الأسراري، فلتهتم الأبرشيات دومًا بأن يكون فيها المعرّف الخاص.

وأخيرًا، إلى جانب الوعي المتجدد للعلاقة بين الافخارستيا والمصالحة من المفيد استعادة ممارسة معتدلة ومعمقة للـ “غفرانات” التي يربحها المرء لنفسه أو للأموات. فبها ينال المرء “الإعفاء أمام الله من العقاب الزمني الذي استوجبته الخطايا التي سبق أن غفرت”.

عادة استعمال الغفرانات تساعدنا أن نفهم أنه، بقوانا وحدها، لا نستطيع أن نصلح الشر الذي قمنا به، وأن خطايا كل منا تسيء إلى الجماعة بأسرها؛ إضافة إلى ذلك، إن ممارسة الغفرانات، من خلال ارتباطها بعقيدة شراكة القديسين، إضافة إلى ارتباطها بعقيدة استحقاقات المسيح اللامتناهية، تقول لنا بأنه “بقدر ما نكون متحدين بعضنا ببعض في المسيح، بقدر ذلك تفيد حياتنا الفائقة الطبيعة الآخرين”.

بما أن بنية السر نفسها تنص، في شروطها، على ضرورة التقرب من الاعتراف والشراكة الأسرارية (المناولة)، بإمكان ممارسة سر المصالحة أن تساند المؤمنين بشكل ناجع في مسيرة التوبة نحو اكتشاف مركزية الافخارستيا في الحياة المسيحية.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير