الفاتيكان، 30 مارس 2007 (ZENIT.org). – ننشر في ما يلي العدد 22 من القسم الأول من الإرشاد الرسولي “سر المحبة” لقداسة الحبر الأعظم البابا بندكتس السادس عشر حول موضوع الافخارستيا مصدر وغاية حياة الكنيسة ورسالتها.
ج. الافخارستيا ومسحة المرضى
22. لم يرسل يسوع تلاميذه لشفاء المرضى وحسب (راجع متى 10، 8؛ لو 9، 2؛ 10، 9)، ولكنه أسس لهم سرًا خاصًا: سر مسحة المرضى.
تشهد لنا رسالة يعقوب عن وجود هذه الممارسة الأسرارية في الجماعة المسيحية الأولى (راجع 5، 14- 16).
إذا كانت الافخارستيا تبين كيف أن آلام وموت المسيح قد تحولت إلى محبة، يربط سر مسحة المرضى، بدوره، المريض بتقدمة المسيح لذاته لأجل خلاص الجميع، لكي يتمكن بهذا الشكل، عبر سر شراكة القديسين، أن يشارك في فداء العالم.
إن العلاقة بين هذين السرين تظهر أيضًا عندما يزداد عبء المرض: “فإلى من هو في طريقه إلى ترك هذه الحياة، تقدم الكنيسة، إلى جانب سر مسحة المرضى، سر الافخارستيا زادًا”.
في العبور إلى الآب، تظهر الشراكة في جسد ودم المسيح مثل بذار الحياة الأبدية وقوة القيامة: “من أكل جسدي وشرب دمي له الحياة الأبدية وأنا أقيمه في اليوم الأخير” (يو 6، 54).
وبما أن الزاد المقدس (viaticum) يشرع أمام المريض ملء السر الفصحي، من الضروري أن تتم ممارسة منحه.
إن الانتباه والعناية الرعوية بالذين يعانون من الأمراض لها بكل تأكيد صداها الإيجابي على كل الجماعة، لعلمنا بأن ما قد قمنا به نحو الأصغر من الإخوة، نكون قد قمنا به نحو يسوع نفسه (راجع متى 25، 40).