كلمة الأب الأقدس بندكتس السادس عشر قبيل صلاة افرحي يا ملكة السماء، 9 ابريل 2007

الفاتيكان، 16 أبريل 2007 (ZENIT.org). – ننشر في ما يلي النص الكامل للكلمة التي ألقاها البابا بندكتس السادس عشر في ساحة القديس بطرس، قبيل صلاة “افرحي يا ملكة السماء” في 9 أبريل 2007.

Share this Entry

أيها الإخوة والأخوات الأعزاء،

ما زلنا نتنعم بالفرح الروحي الذي تفيضه احتفالات الفصح في قلوب المؤمنين. المسيح قام! تكرس الليتورجيا لهذا السر الكبير لا يومًا واحدًا – لكان قليلاً جدًا لفرح عظيم كهذا – بل 50 يومًا، أي كامل الزمن الفصحي الذي يُختتَم بالعنصرة.

وأحد الفصح هو يوم مميز لأنه يمتد طوال الأسبوع حتى الأحد التالي مشكلاً ثمانيّة الفصح.

في هذا المناخ من الفرح الفصحي، تقودنا الليتورجية اليوم إلى القبر حيث ذهبت مريم المجدلية ومريم الأخرى لكي “تزورا” قبر يسوع يدفعهما إلى ذلك حبهما ليسوع.

يخبرنا الإنجيلي أن يسوع بادر للقائهما فقال: “لا تَخافا ! إِذْهَبا فبَلِّغا إِخوَتي أَن يَمضوا إِلى الجَليل، فهُناكَ يَرَونَني” (متى 28، 10). وقد  اختبرتا فرحًا عميمًا لدى رؤية الرب، وهرعتا بحماسة لكي تشركا الرسل بهذا الفرح.

واليوم، نحن أيضًا، كتلك النسوة التي بقيت بقرب يسوع أثناء الآلام، يردد لنا يسوع كلماته داعيًا إيانا لعدم الخوف من أن نكون شهودًا لبشرى قيامته. ما من شيء ينبغي أن يخيف من التقى بيسوع القائم واستسلم إليه طوعًا. هذه هي البشرى التي يجب على المسيحيين أن يحملوها إلى أقاصي الأرض.

يولد الإيمان المسيحي كما نعلم لا من الإذعان لعقيدة بل من لقاء مع شخص، مع المسيح المائت والقائم.

في وجودنا اليومي، أيها الأصدقاء الأعزاء، نصادف الكثير من الفرص لكي نشرك الآخرين في إيماننا هذا بشكل بسيط ومقتنع، فيتسنى للإيمان أن يولد في قلوبهم من هذا اللقاء. ولَكَم هو طارئٌ أن يعرف أبناء عصرنا المسيح ويلتقوا به، وبفضل مثلنا الصالح، أن يمنحوه فرصة أن يتملكهم بالكلية.

لا يقول لنا الإنجيل شيئًا عن مريم أم يسوع، ولكن يروق للتقليد المسيحي أن يتأملها بحق وهي تبتهج أكثر من أي شخص آخر بمعانقة ابنها الإلهي من جديد، وقد عانقته بعد أن أُنزِل عن الصليب.

الآن، بعد القيامة، تفرح أم الفادي مع “أصدقاء” يسوع الذين يشكلون الكنيسة الناشئة.

إني وإذ أجدد تهاني القلبية لكم بفصح مجيد، أستشفع ملكة السماء لكي تُبقي حيًا إيمان كل منا بالقيامة وتجعل منا رسل رجاءِ ومحبةِ يسوع المسيح

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير