العشرون من نوفمبر
روما، الخميس 20 نوفمبر 2008 (zenit.org). – ننشر في ما يلي تأمل اليوم العشرين من نوفمبر للبابا بندكتس السادس عشر، من كتاب “بندكتس”.
المعنى العميق للكهنوت
الإيمان بيسوع، ابن الله الحي، هو السبيل الذي من خلاله نستطيع مرارًا وتكرارًا أن نمسك يد يسوع ويأخذنا هو بيدنا ويقودنا. الرب يجعل منا نحن الكهنة أصدقاءه؛ يوكل إلينا كل شيء؛ يوكل إلينا ذاته، لكي نستطيع أن نتصرف وكأننا شخصه – in persona Christi capitis. يا لها من ثقة! لقد أسلم ذاته حقًا في أيدينا. لا أدعوكم عبيدًا بل أصدقاء. هذا هو المعنى العميق للكهنوت: أن نضحي أصدقاء يسوع المسيح. ولأجل هذه الصداقة يجب علينا أن نكرس ذواتنا من جديد كل يوم. هذا يعني أنه يجب علينا أن أن نتعرف على يسوع بشكل شخصي أكثر فأكثر، عبر الإصغاء إليه، والعيش معه والإقامة معه. نواة الكهنوت هي أن نكون أصدقاء يسوع المسيح. بهذا الشكل فقط يمكننا أن نتكلم بشخص المسيح حقًا(in persona Christi)، حتى ولو أن بعدنا الداخلي عن يسوع المسيح لا يستطيع أن يبطل فعالية السر. أن نكون أصدقاء المسيح، أن نكون كهنة، يعني أن نكون رجال صلاة. بهذا الشكل يمكننا أن نتعرف عليه وأن نتخلص من جهل الخدام البسطاء. وهكذا نتعلم أن نعيش، أن نتألم وأن نتصرف معه ولأجله. أن نكون كهنة يعني أن نضحي أصدقاء يسوع المقربين بكل كياننا. العالم يحتاج إلى الله – إلى إله يسوع المسيح، الإله الذي صار لحمًا ودمًا، والذي أحبنا حتى بذل ذاته لأجلنا، وقام وأقام في ذاته مكانًا لكل إنسان. يجب أن يعيش هذا الإله فينا ونحن فيه. هذه هي دعوتنا الكهنوتية: بهذا الشكل فقط يمكن لأفعالنا ككهنة أن تأتي بثمر. لقد أخذ يسوع جسدًا؛ فلنهب له أجسادنا. بهذا الشكل يمكنه أن يأتي إلى العالم وأن يحوله.