بقلم روبير شعيب
الفاتيكان، الثلاثاء 5 مايو 2009 (Zenit.org). – “إن حاج المسيح، وممثله على الأرض كخليفة القديس بطرس، سينطلق كحاج سلام وحده الله يستطيع أن يمنحه لأبنائه الذين يحبهم أبدًا. فلتكن زيارة البابا تحريضًا لجميع المسؤولين على مختلف الأصعدة لكي لا يتأخروا في تحرير السلام بشكل نهائي، مثل يمامة نوح”.
بهذا الكلمات تطرق عميد مجمع الكنائس الشرقية إلى زيارة البابا المزمعة إلى الأراضي المقدسة، وذلك خلال تقديمه لكتاب بعنوان “الأراضي المقدسة. رحلة إلى حيث الإيمان ما زال شابًا” لمؤلفه جورجيو برناردلي.
يقدم الكتاب مسيرة تدوم ثمانية أيام، يستطيع القارئ والحاج أن يكتشف من خلالها الأراضي المقدسة وأهميتها ورسالتها.
وقال الكاردينال ليوناردي ساندري في كلمته أن “الأراضي المقدسة تحمل رسالة رجاء. رجاء أورشليم العليا؛ رجاء اجتماع نهائي يضم جميع الشعوب من الشرق والغرب في تسبيح الرب؛ رجاء شركة كاملة مع الله في مدينة السلام التي ينيرها الحمل”.
ولذا – تابع الكاردينال – ينبغي على المسيحيين أن يشتركوا في رسالة الوحدة والسلام التي هي خاصة الكنيسة، والتي تجد في هذه المدينة أيقونة لا تضاهى”.
الشهادة للشباب الدائم
وإلى جانب الشهادة للرجاء، تحمل الأراضي المقدسة رسالة شباب دائم تحمله الكنيسة إلى البشرية. فذكريات بدء المسيحية في التاريخ التي تملأ ربوع الأراضي المقدسة تسهم في “تنبيه الجماعة الكنسية المحلية وكل من يؤمها حاجًا إلى نعمة الجذور المسيحية، وإلى إمكانية الرجوع دومًا إلى الحياة الإلهية الكامنة في أسرار المسيح. وبالتالي فإن الصلة مع هذه الأصول هو ضمانة للمستقبل الكنسي”.
هذا وأضاف ساندري: إن الأراضي المقدسة هي شاهد لصمتين: صمت التجسد وصمت الصليب، وهذا الصمت يغطي القبر الفارغ الذي يضحي إيمانًا ثابتًا بذلك الذي قام وجعل المؤمنين شهودًا لقيامته.
إن صمت الله قد صار كلمة لا يمكن تجاوز بلاغة رحمتها. وقد اكتملت هذه الكلمة في فصح الرب. هذا الصمت يفتح الآذان بحقيقة حبه، ولهذا السبب ربما، سعى العنف والكره والحرب والموت إلى إخماده.
هذا وختم الكاردينال كلمته مؤكدًا أن شعب الله بأسره سيرافق البابا في زيارته الهامة إلى الأراضي المقدسة.