رئيس الأساقفة يحذر من عدم انتهاء المعركة

كولومبو، سريلانكا، الجمعة 29 مايو 2009 (Zenit.org) – توفي أحد الكهنة السبعة الذين بقوا مع اللاجئين السريلانكيين العالقين حتى نهاية القتال بين قوى الحكومة والمتمردين الانفصاليين، ودفن يوم الثلاثاء الفائت.

الأب ماريامبيلاي ساراتجيفان، البالغ من العمر 41 عاماً اختار أن يبقى مع الجموع العالقة في "المنطقة الآمنة" لغاية 18 مايو تاريخ نهاية الحرب الأهلية بين الجيش السريلانكي ونمور التاميل المتمردين على الرغم من الخطر المتزايد جراء انتقال الصراع إلى المنطقة.

توفي في نهاية القتال نتيجة أزمة قلبية خلال مغادرته منطقة الحرب مع آخر وفد من اللاجئين، حسبما أفاد بيان نشر على صفحة الإنترنت الخاصة بأبرشية كولومبو.

الكاهن التاميلي من مرسلي مريم التي حبل بها بلا دنس، كان راعياً في كيلينوتشتشي ولم يفارق المدنيين منذ بداية القتال. أفاد البيان أنه توفي على الطريق بسبب الإرهاق الذي سببته أشهر الحرمان والغارات الجوية المستمرة.

نقل إلى مستشفى في فافونيا كان ملجأً مؤقتاً لـ 280000 لاجئ.

خلال مراسيم جنازة الكاهن في كولومبو، تليت رسالة كتبها صديقه الأب دايفيد مانويلبيلاي تكريماً لذكراه.

جاء في الرسالة: "على خطى الرب والمعلم، ربنا يسوع المسيح، قال "لن أتخلى عن شعبي". إن كلمات العزم والالتزام هذه التي اتبعها شخص خلال ست سنوات من الكهنوت هي كلمات مثالية".

أضافت: "ما ساعده على التغلب على كافة المحن في حياته كان اتحاده الدائم مع الله".

"وفي الأيام الأخيرة التي أدت إلى وفاته، عبر عن قلقه حيال عدم تمكنه من الاحتفال بالقداس نظراً إلى وجوب بقائه في الملجأ لبضعة أيام من دون طعام وشراب. أخيراً، عندما تمكن من التخلص من هذه الظروف الرهيبة، لم يتحمل رؤية شعبه متألماً وتوقف قلبه".

الحرب لم تنته بعد

في ختام الصراع، قال رئيس الأساقفة أوسوالد غوميس: "نحن حقاً مسرورون لأن الحرب قد انتهت ولأن القوى الأمنية التابعة للحكومة تمكنت من تحرير المدنيين الأبرياء الذين علقوا في القتال".

وأضاف: "يمكننا القول بأننا انتصرنا في المعركة إلا أن الحرب لم تنته بعد".

وأوضح الأسقف أن هذه الحرب "تنتهي فقط يوم ننمو في انتمائنا إلى الأمة مدركين بأننا شعب واحد في أمة واحدة وأننا نتمتع بحقوق متساوية".

ووفقاً له، "لا بد لنا من إدراك أننا جماعة متعددة الإتنيات والديانات والثقافات. وعلى هذا النحو، تقتضي مهمتنا العظيمة بناء الأمة بغض النظر عن اختلافاتنا الإتنية والسياسية والدينية".

كذلك دعا رئيس الأساقفة غوميس إلى "صيغة سياسية تلهم الثقة وتعزز حس الانتماء لدى الأقليات في هذه البلاد".

وتابع: "يجب أن ننسى الذكريات الحزينة والمريرة التي خلفتها العقود الثلاثة الماضية، ونتطلع بإيجابية وتفاؤل نحو المستقبل".

ختاماً قال: "يجب أن نتحمل جميعاً مسؤولية انقسامنا ونسامح بعضنا البعض. ولا بد لنا من التحلي بالتواضع والحكمة لنأخذ عبرة من تجارب الماضي الحزينة".