كاهن شرق أوسطي يفسر الإسلام (الجزء الأول)

مقابلة مع الأب سمير خليل سمير

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

بيروت، لبنان، الثلاثاء 5 مايو 2009 (Zenit.org) – إن الارتباك حول الإسلام – بين المسيحيين والمسلمين – قد يكون بلغ ذروته بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، إلا أن أسئلة كثيرة ما تزال مطروحة.

لذلك يشعر الأب اليسوعي سمير خليل سمير بأنه مدعو إلى تقديم بعض الأجوبة كعالم في الإسلام وفي السامية ومستشرق ولاهوتي كاثوليكي مولود في مصر ومقيم في الشرق الأوسط لأكثر من 20 سنة.

الكاهن اليسوعي يعلم اللاهوت الكاثوليكي والدراسات الإسلامية في جامعة القديس يوسف في بيروت وهو مؤسس مركز التوثيق والبحوث العربية المسيحية ومؤلف الكتاب الذي صدر مؤخراً بعنوان “111 سؤالاً حول الإسلام” (إغناطيوس).

في هذه المقابلة مع زينيت، يتحدث الأب سمير عن تجربته وجهوده من أجل بناء تفاهم متبادل بين أتباع العقيدتين الإبراهيميتين.

س: لم وافقتم على تقديم هذا الكتاب؟

الأب سمير: وافقت على ذلك لسببين. الأول هو أنني بدأت مناقشة هذا الموضوع مع الصحافيين في مقابلات معهم قبل سنة من أحداث 11 سبتمبر. ولاحظت جهلاً كبيراً للإسلام في الغرب – من قبل مسيحيين وغير مسيحيين وغير مؤمنين.

عموماً كانت معرفتهم ضئيلة عن الإسلام لذا اعتقدت أنه لا بد من التوضيح. وكان هذا الجهل يدفع البعض منهم إلى إظهار العدائية والرفض للمسلمين. ومنهم من كان ساذجاً جداً يصدق كل ما يسمعه. حتى أن البعض كان يستخدم الإسلام لإظهار العدائية للمسيحية. وكل ذلك هو نتيجة الجهل.

أما السبب الثاني فهو مساعدة المسلمين على التفكير في دينهم وعقيدتهم. ففي تجربة سابقة مع شباب مسلمين في إحدى ضواحي باريس، لاحظت أنهم يكادون لا يعرفون شيئاً عن ديانتهم الخاصة. وكان الأمر سيان دوماً بالحديث مع مختلف الأشخاص المسلمين الذين التقيت بهم في أوروبا – في ألمانيا خلال الصيف، أو في فرنسا حيث أعلم، أو في إيطاليا حيث أعيش. وكذلك فإن معظم المسيحيين لا يعرفون شيئاً عن ديانتهم.

أردت أن أعطي معلومات جيدة عن الإسلام من أجل مساعدة الأشخاص على عدم تكوين أفكار خاطئة عنه أو إطلاق أحكام مسبقة ضده.

س: كيف وقع اختيار الصحافيين الذين أجروا معكم المقابلات على 111 سؤالاً من بين آلاف الأسئلة التي كان طرحها وارداً؟

الأب سمير: إن الصحافيين الذين عملت معهم كان لديهم الكثير من الأسئلة الشخصية والأسئلة التي طرحها الناس عليهم عن العنف وعما إذا كان المسلمون يتقبلون الحضارة الغربية وعن مشكلة المسلمين حول المساواة بين الرجل والمرأة.

لذلك فإن الاسئلة موجهة أكثر نحو المجتمع الغربي بغية فهم الإسلام على نحو أفضل.

س: أتعتقدون أن معظم المسلمين راضون عن موضوعية أجوبتكم عن الأسئلة الـ 111؟ لم أو لم لا؟

الأب سمير: سعيت جاهداً لأكون موضوعياً. وعلى الرغم من أنني حاولت أن أكون كذلك إلا أنه من غير الممكن التوصل إلى موضوعية تامة.

وبالطبع لن يكون الجميع راضياً. فهناك من يعتقد أن الإسلام دين عنف أو ديانة ضد المرأة. ولن يكون راضياً لأنه سيقول أنني لست واضحاً كفاية حول العنف وعدم المساواة بين الرجل والمرأة.

كذلك لن يشعر بالرضى من يعتقد بأن الإسلام هو دين سلام ومساواة بين الرجل والمرأة وأن محمد رفع منزلة المرأة.

لكل موقفه الخاص وستظهر حالة الرضى عند البعض أكانوا مؤيدين للإسلام أم معارضين له.

إلا أن من يريد الإطلاع بشكل جدي على الإسلام، فسيكون قادراً على تكوين رأيه الخاص لأن الوقائع موجودة نصب عينيه في الكتاب.

س: تشير مقدمة الكتاب إلى أنه محاولة لتعزيز التفاهم المتبادل بين المسيحيين والمسلمين. إلا أن العديد من أجوبتكم يصور الإسلام وجذوره في صورة سلبية جداً. كيف تتوقعون أن يتغير رأي المسيحي العادي بالإسلام بعد قراءة الكتاب؟

الأب سمير: لا أعتقد أن الصورة كانت سلبية جداً أو حتى سلبية. هدفي هو فهم أفضل. ليس شعوراً بل فهماً – يستخدم العقل أولاً والقلب لاحقاً.

يجب أولاً إعطاء المعلومات الجدية من أجل تعزيز الحوار والتفاهم المتبادل. وإن لم أقل الحقيقة كاملة، فستظهر الحقيقة على أي حال ويزداد الوضع سوءاً.

ما أسعى إليه هو بناء تفاهم متبادل غير قائم على التسويات والمعلومات الخاطئة. والحوار يبدأ بمعلومات أكاديمية جدية وصادقة عن المسيحية والإسلام.

والأجوبة تسعى إلى أن تكون معلومات مفيدة. أما إذا كانت بعض الأجوبة سلبية فذلك لأن النقطة سلبية أساساً.

لا أعلم ما هو تفكير المسيحي العادي. وأفترض حالياً أن الأكثرية تكون آراء سلبية عن الإسلام قبل قراءة أي كتاب.

ونحن عرباً ومسلمين واقعون في أزمة. عندما نتحدث نحن العرب – المسلمون والمسيحيون – معاً، ندرك أننا في وضع سيئ. فقد عشنا أياماً مجيدة في القرون السابقة إلا أننا الآن على الحضيض.

أرجو أن يساعد الكتاب الناس على فهم الأمور التي تقلقهم كالإرهاب مثلاً، إذ أنه يحوي على بعض الإيضاحات وليس على التبريرات. لا أستطيع تبرير الإرهاب إلا أنني قادر على شرح السبب الذي يدفع الآخرين إلى القيام بأعمال إرهابية، وقادر على إظهار بعض الدعم الذي تلقاه في القرآن والتقليد – السنّة.

إن معظم المسلمين يختارون السلام واللاعنف. ولكن نسبة الـ 10% التي تختار العنف هي أقوى من نسبة الـ 90% التي لا تختاره. وأحياناً يكون القسم السيئ من البشرية أقوى من غيره على الرغم من صغر حجمه.

س: هل أن إجراء مراجعة نقدية لتاريخ الإسلام ونصوصه المقدسة – أي إخضاع الإيمان للعقل – أمر محتمل في العالم الإسلامي؟ لم أو ل
م لا؟

الأب سمير: عادة يتخطى الإيمان كل شيء في التقليد الإسلامي، ويتخطى العقل.

فإن قلتم لمسلم أن القرآن يقول أمراً ما، إلا أن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان يقول أمراً مناقضاً له، فسيقول لكم المسلم “يجب علينا اتباع كلام الله وشريعته وليس شرائع حقوق الإنسان”.

وفي التقليد المسيحي نجد أن عدد الأشخاص الذين يفسرون الكتاب المقدس يفوق عدد المسلمين الذين يفسرون القرآن. لقد كانت لهم حركة تفسيرية في العالم الإسلامي في كل من القرن التاسع والعاشر والحادي عشر إلا أنهم تراجعوا لاحقاً.

أما في ما يتعلق بالعلاقة بين العقل والإيمان، فإن المسلمين يعيشون اليوم حقبة سلبية في تاريخهم. من الممكن طبعاً توحيد الاثنين إلا أنه يجب عليهم العمل جدياً على ذلك. هناك الكثير من الأسباب لهذا التراجع إلا أن السبب الأساسي يكمن في جهل رجال الدين المسلمين.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير