عمان، الأحد 10 مايو 2009 (Zenit.org)- أبونا – ننشر في ما يلي كلمة الترحيب بالبابا التي ألقاها البطريك فؤاد طوال في استاد عمان الدولي.
يا صاحب القداسة,
الاردنيون مسلمون ومسيحيون،
ورؤساء الكنائس الكاثوليكية في الارض المقدسة،
والكرادلة والبطاركة, والاساقفة الكاثوليك والكهنة والاكليروس في الشرق الاوسط،
والضيوف والاصدقاء اللذين اتوا من الدول العربية المجاورة،
ومن جميع انحاء العالم للصلاة مع قداستكم، للتعبير عن اتحادهم بشخصكم الكريم وللاعراب عن عميق محبتهم لقداستكم ليرحبون بكم وبالوفد الكريم المرافق لكم بكل عواطف الاجلال والاكرام، اهلا وسهلا يا ضيف المملكة الاردنية الهاشمية، في الوطن الاغلى والاحب.
واذ امثل اليوم بين اياديكم بهيبة ووقار, فإنني, وبالنيابة عن الاردنيين عامة وعن أبنائنا الكاثوليك خاصة إذ استذكر عمق العلاقات بين الكرسي الرسولي والاردن ودفء الروابط بين العائلة الهاشمية المالكة ومع خلفاء القديس بطرس، أرحب بكم اجمل ترحيب، متمنيا ان تنعم قداستكم باطيب اقامة في الاردن وطن الكرم والضيافة والاخاء.
يا صاحب القداسة، لما كنتم الصوت الاعلى والمنادي بالحق والمحبة والحرية والسلام، فاننا نرى في شخصكم خليفة القديس بطرس، الذي طلب منه المسيح “وانت متى عدت, ثبت اخوتك في الايمان”، وثبت اخوتك في الإنسانية, نتطلع اليك وانت ابانا الاقدس والاحب ونحن متأكدين ان زيارتكم ستثبتنا في الحق دائما.
يا صاحب القداسة، ان لله مخططات واحكام. ولان الكنيسة الجامعة تحتفل في هذا الاحد بيوم الدعوات الكهنوتية العالمي فانني انتهزها مناسبة سعيدة لنطلعكم على حال الدعوات في الارض المقدسة.
اقر بان العقبات والصعوبات لا زالت تكتنف طريقنا وبالرغم من ذلك فان اكليريكية بيت جالا الكبرى وللمرة الاولى في تاريخها تعاني من ضيق المكان وتشكو من تزايد اعداد طلاب الكهنوت وبتنا نفكر في كيفية استيعابهم وتكييف المكان لاستقبال طلاب الكهنوت الجدد.
مع قداستكم نرفع لله حمدا وشكرا لنعمه وبركاته علينا واياه نسأل ان يحقق امنيتكم الغالية: “بان يبقى العلمانيون والجماعات المسيحية مصدرا مسؤولا لتوفير الدعوات الكهنوتية”.
انها لنعمة عظيمة: بالرغم من نزيف الهجرة ومن تناقص اعداد السكان في الارض المقدسة لدينا الكثير من الدعوات الكهنوتية ومعظمها تأتينا من مدارسنا الراعوية في الاردن، الوطن المستقر امنيا وسياسيا، بفضل حكمة وثبات سياسة المسؤولين عنه فالبيئة سليمة والقيم العائلية هي الارضية الخصبة لنمو الدعوات الكهنوتية.
وإذ يملأ قلوبنا الفرح والاندفاع فاننا نشارك الكنيسة الجامعة في التاسع عشر من حزيران احتفالها بسنة الكهنوت المقدسة.
من بين هذه العائلات العربية – المسيحية، قامت رهبانية الوردية المقدسة المؤسسة الوطنية الوحيدة. ونيابة عن البطريركية اللاتينية وعن رهبانية الوردية المقدسة يسرنا ان نعبر لقداستكم عن عظيم شكرنا لتطويبكم قريبا مؤسستهن الاخت ماري الفونسين. وتعتبر رهبانية الوردية اليد اليمنى العاملة معنا في حقل الرسالة في الاراضي المقدسة جنبا الى جنب مع سائر المؤسسات الرهبانية الاخرى. لنجاح رسالتهن نلتمس بركتكم الرسولية.
يا صاحب القداسة، نغتنمها مناسبة لنعبر لكم عن عميق فخارنا ان البطريركية اللاتينية في الخمس سنوات الاخيرة أعطت اسقفين لشمال افريقيا وهي على اتم الاستعداد للتعاون مع الكنيسة المقدسة في روما حيثما مست الحاجة.
يا صاحب القداسة، عرف عن المملكة الاردنية الهاشمية انها بلد الضيافة ومأوى المهاجرين، والبرهان على ذلك انها احسنت استقبال ملايين المهجرين والعاملين على ارضها. وبعد غزو الامريكيين لارض العراق استقبل الاردن اكثر من مليون عراقي، ومن بينهم اربعين الف مسيحي. ونحن نعرف مدى اهتمامكم الشخصي بمصائر اللاجئين في العالم، ونؤكد لقداستكم حرص ابرشيتنا على ايفائهم ما يحتاجونه من رعاية واهتمام.
امام هذه التحديات كان وجودهم تجربة رائعة لشعبنا ولحكومتنا لنكتشف معنى التطويبات الانجيلية، ولنترجم فعليا تقاليد الشعب الاردني في دفئه وتضامنه مع سائر الشعوب.
ايها الاب الاقدس, يا خليفة بطرس، يا راعينا الجليل، من اعماق قلوبنا المبتهجة بكم، نكررها ثانية: اهلا وسهلا بكم في الاردن.