أقليات تحافظ على تقاليد ألفية
روما، الأحد 10 مايو 2009 (Zenit.org) – حيا البابا بندكتس السادس عشر إسهام مسيحيي الطقوس الشرقية في الكنيسة الجامعة وفي المجتمع، هم الذين يشكلون عامة جماعات صغيرة وسط أغلبية مسلمة في الشرق الأوسط.
إن الاحتفال بصلاة الغروب أمس بحضور كهنة ورهبان وراهبات وإكليريكيين وممثلين عن الحركات الكنسية في كاتدرائية القديس جاورجيوس للروم الملكيين أمر يسلط الضوء على روعة طقس غير معروف في الغرب وصلوات بالعربية واليونانية.
إن كنيسة الروم الملكيين ذات الطقس البيزنطي هي كنيسة تابعة للكنيسة الكاثوليكية. على الرغم من أنها تتمتع بالاستقلالية ولكنها متحدة اتحاداً كاملاً مع أسقف روما. تضم حوالي مليون ونصف مؤمن حول العالم وكلهم تقريباً ناطقون باللغة العربية.
كذلك شارك في صلاة الغروب مؤمنون من الطقوس المارونية والأشورية والأرمنية والكلدانية واللاتينية.
حوالي 1500 مؤمن استقبلوا البابا في الكاتدرائية استقبالاً حاراً. وهنا وجد المسؤولون عن أمن البابا صعوبة في صد الجماهير التي كانت تسارع لإلقاء التحية على بندكتس السادس عشر الذي بدا من جهته مسروراً ومرتاحاً.
أما غبطة البطريرك غريغوريوس الثالث لحام، بطريرك أنطاكية للروم الملكيين، فقد استقبل البابا بكلمة مؤثرة مذكراً بأن هذه الأراضي تنتمي إلى جذور المسيحية، ومؤكداً مرتين “لن نهاجر أبداً!”
وأوضح البطريرك أن الصراع القائم في الشرق الأوسط هو السبب الرئيسي للهجرة وأنه لن يبقى أي وجود مسيحي في الشرق الأوسط في حال استمرار هذه الهجرة. من هنا تبرز أهمية “سلام عادل ودائم”.
من جهته، شجع البابا المسيحيين قائلاً: “مثلما دعي التلاميذ للمرة الأولى مسيحيين في أنطاكية، كذلك أنتم اليوم مدعوون تلاميذ الرب كأقليات صغيرة موزعة في جماعات على هذه الأراضي”.
أضاف البابا: “جميع المسيحيين مدعوون إلى الاستجابة لوصايا الرب […] وإرشاد الآخرين إلى معرفته ومحبته”.
واختتم البابا كلمته موجهاً تشجيعاً للأشخاص الذين يكرسون أنفسهم لله.
قال فيه: “أود أن أختتم بكلمة تشجيع خاصة إلى الحاضرين هنا الذين يستعدون للكهنوت أو الحياة الدينية. من خلال إرشاد نور المسيح القائم من بين الأموات لكم، واضطرام رجائه فيكم، واكتسائكم بالحقيقة والمحبة، ستحمل شهادتكم بركات وافرة للأشخاص الذين تلتقون بهم على دربكم. وهذا ينطبق أيضاً عليكم جميعاً أنتم الشبان الأردنيون المسيحيون: لا تخافوا من تقديم مساهمتكم الحكيمة والرزينة والوقورة في الحياة العامة للمملكة. إن صوت الإيمان الحقيقي يحمل دوماً الكمال والعدالة والرأفة السلام!”