الأب لومباردي يشير إلى النجاح مع المسلمين والمسيحيين
عمان، الأردن،الثلاثاء 12 مايو 2009 (Zenit.org) – حقق بندكتس السادس عشر الأهداف المحددة للمرحلة الأولى من رحلة حجه إلى الأراضي المقدسة التي تستمر أسبوعاً كاملاً، حسبما قال الناطق باسم الكرسي الرسولي.
الأب اليسوعي فريدريكو لومباردي، مدير دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي، أكد على أن نتائج الجزء الأول من رحلة الحج البابوية هي حتى الآن “إيجابية جداً”.
وصل الأب الأقدس إلى الأردن يوم الجمعة الفائت وسينتقل اليوم إلى إسرائيل. خلال وجوده في الأردن، زار جبل نيبو وبيثاني عبر نهر الأردن. كذلك زار مسجد عمان مخاطباً الزعماء المسلمين الحاضرين.
قال الأب لومباردي: “تمكن البابا من الاحتفال بكافة اللقاءات المدرجة في البرنامج بهدوء عظيم، إذ لقي استقبالاً حاراً وودوداً من قبل السلطات الرسمية والعائلة المالكة، ومن قبل العالم الإسلامي والجماعة المسيحية”.
واعتبر أن بداية هذه الرحلة من خلال باب السلام والهدوء أمر يبدو في غاية الحكمة. ففي هذه الفترة وفي ظل الأوضاع التي يشهدها الشرق الأوسط، يعد الأردن بلداً هادئاً لذلك أعتقد أن انطلاق الرحلة إلى الشرق الأوسط من هذه البلاد جعل الزيارة إيجابية جداً”.
تقدم في الحوار مع المسلمين
سلط الأب لومباردي الضوء على الزيارة التي قام بها البابا السبت الفائت إلى مسجد الملك حسين بن طلال.
وقال: “إن دخول البابا الودود إلى مكان صلاة للمسلمين بات عادياً أكثر فأكثر. وهذا ما يدل على تقدم في العلاقة الإيجابية بين المسيحيين والمسلمين خلال هذه السنوات”.
وعن الاضطرابات التي حصلت سنة 2006 جراء كلمة بندكتس السادس عشر في ريغنسبرغ، قال الأب لومباردي أنه يعتقد أن الأزمة في العلاقات المسيحية المسلمة التي نشأت عن سوء التفاهم قد حلت الآن.
وأقر بأننا “نعلم جميعاً بأن حصول سوء تفاهم حول مسائل معقدة يتطلب سلسلة من الخطوات والكثير من الوقت لمعالجة النتائج. لذلك، ليس من المفاجئ أن يتردد ذكر هذه اللحظات الصعبة”.
وأكد الناطق الرسمي قائلاً: “إلا أن أمامنا ما يساوي أكثر من عامين من التجارب الإيجابية التي بدأت منذ الآن”.
كما أشار إلى أن الأمير غازي بن محمد بن طلال، مستشار الملك عبد الله الثاني، أتى على ذكر ريغنسبرغ في كلمته الترحيبية في المسجد، “إلا أنه قال بوضوح أنه فصل من الماضي، وبعدها حيا البابا كـ “خليفة بطرس”، الأمر الذي يعد في غاية الأهمية لأنه جاء على لسان ممثل عن العالم الإسلامي”.
دعم للأقلية الكاثوليكية
قال الأب لومباردي أن الغرض الذي حدده البابا لهذه الرحلة إلى الأردن هو إظهار الدعم للجماعة المسيحية الصغيرة التي تشكل فقط 3% (والكاثوليك يشكلون 1.5 % منها) من عدد سكان الأردن البالغ 6 ملايين.
ووفقاً للناطق الرسمي، فإن “بندكتس السادس عشر سيحمل في قلبه صورة أخرى رائعة تتمثل في حرارة استقبال الجماعة المسيحية له”.
وعن ذلك أعطى الأب لومباردي مثل أولئك الذين حيوا الأب الأقدس يوم السبت خلال الاحتفال بصلاة الغروب في كاتدرائية القديس جاورجيوس للروم الملكيين. وقال أن “حماسة الترحيب كانت مؤثرة جداً”.
وتابع: “إن الكنيسة الكاثوليكية هنا هي كنيسة نشيطة ولطالما تمكنت من إظهار نشاطها للبابا ليس فقط من خلال الترحيب والمودة وكثافة أوقات الصلاة وإنما أيضاً في ظروف مهمة أخرى”.
“وفي مركز سيدة السلام للشباب المعوقين، دشن البابا قسماً جديداً؛ وفي مادبا بارك حجر الأساس لجامعة – بادرة ذات أهمية كبيرة ليس فقط للأردن وإنما أيضاً للشرق الأوسط كله، من هنا تبرز أهمية تطور المساهمة التي تسهمها الكنيسة في مجال الثقافة”.
“كما أن وضع حجري الأساس لكنيستين – إحداهما للاتين وأخرى للروم الملكيين – في المكان الذي شهد عماد المسيح – يظهر النمو في الأماكن التي تتواجد فيها الكنيسة. هذا ويعكس ارتباط الزيارة البابوية بهذه الظروف الرائعة، أنها كنيسة تشعر بالنشاط وتتطلع إلى المستقبل”.
التطلع إلى المستقبل
وعن وصوله إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية، قال الأب لومباردي أن البابا يرجو أن تكون هذه الزيارة “رسالة سلام ومصالحة وتشجيع للجماعات المسيحية التي تواجه الصعوبات – رسالة رجاء وثقة ومحبة للإسهام الفعال في تحسين الوضع في المنطقة كلها”.