أيها الأب الأقدس، إن سكان بيت لحم والمناطق الفلسطينية أتوا ليرحبوا بكم وليصلّوا معكم، الكاثوليك والمسيحيون من كل الكنائس، إخوتنا المسلمون وممثلو السلطة الوطنية، كلنا حاضرون هنا لنجدد التزامنا بسلام عادل، سلامٍ لكل إنسان ولكل شعب بحيث نتمكن من العيش بكرامة على أرضنا، سلامٍ لكل العائلات بحيث تتحرر من عقدة الخوف على مستقبل أبنائها وأمنهم، سلامٍ للشباب بحيث يعيشون حياة كريمة تتيح لهم أن يبنوا مستقبلهم، سلامٍ يجعلنا نحقق دعوة هذه الأرض لتكون مقدسة فيتمجّد اسم الرب ونعيش في الكرامة والطمأنينة.
نحن واعون لدعوة هذه الأرض بان تكون مفتوحة لكل المؤمنين كي يعبدوا الله فيها ولتكون أرض تناغمٍ وتعايشٍ سلمي، أرضا يشعر فيها كل المؤمنين بإلهٍ واحد أنهم ولدوا فيها (مزمور 87). فلا يحق لأحد الادعاء بأنه يملك هذه الأرض وحده دون عباد الله الآخرين. الله نفسه اختار هذه الأرض المقدّسة ويريد أن يعيش أبناؤه فيها امنين مطمئنين.
يا صاحب القداسة، جئنا هنا نصلي معكم ونسمع صوتكم لآننا نرى فيكم رسول سلام وقائدا روحيا يدافع عن الفقير والمظلوم، أباً وأخاً ينقل رسالة الحب والتضامن.
وأخيرا، نريد أن نؤكد لكم التزامنا بأن نعيش وفقا لما نؤمن وبأن نبلّغ بشرى يسوع المسيح السارة. وأمامكم تجدد الكنيسة الكاثوليكية إيمانها بمخلصنا يسوع المسيح، ومحبتها لله والقريب، ورجاءها في تحقيق مخطط الله الرحيم علينا كلّنا.
فليكن الله مخلصنا معكم، فليقوّكم وليرشدكم في مهمتكم وجهودكم الدؤوبة من أجل السلام والمصالحة.
+ البطريرك فؤاد بطرس الطّوال