بيت لحم، الاربعاء 13 مايو 2009 (Zenit.org) – عن إذاعة الفاتيكان – زار البابا عصر اليوم الأربعاء مستشفى كاريتاس للأطفال الذي أبصر النور عام 1978. ننشر في ما يلي كلمة البابا للمناسبة:
أيها الأصدقاء الأعزاء،
أحييكم بعاطفة باسم ربنا يسوع المسيح، " الذي مات، بل قام، وهو الذي عن يمين الله والذي يشفع لنا" (راجع روما 34،8). فليملأ قلوبكم بالفرح إيمانكم بقيامته وبوعده بحياة جديدة بواسطة المعمودية، في هذا الزمن الفصحي!
إنني ممتن لكلمة الترحيب التي وجهها إلي باسمكم الأب ميكايل شايغير، رئيس جمعية كيندرهيلف، والسيد إيرنيست لانغينساند الذي ينهي ولايته كرئيس مجلس إدارة مستشفى كاريتاس للأطفال، والأخت إيريكا نوبس رئيسة الجماعة المحلية لراهبات القديسة أليصابات الفرنسيسكانيات في بادوفا. أوجه تحية قلبية أيضا لرئيس الأساقفة روبرت زولليتش والمطران كورت كوش ويمثلان مجلسي أساقفة ألمانيا وسويسرا اللذين ساهما في تنمية رسالة مستشفى كاريتاس للأطفال بمساعدتهما المادية السخية. أشكر الله على هذه السانحة للتعبير للإداريين، الأطباء، الممرضات والعاملين في مستشفى كاريتاس للأطفال، عن تقديري للخدمة الثمينة التي قدموها ـ ويواصلون تقديمها ـ للأطفال في بيت لحم وكل فلسطين منذ أكثر من خمسين سنة. أسس الأب ارنيست شنيدريغ هذا المركز اقتناعا منه بأن الأطفال الأبرياء يستحقون مكانا آمنا مما قد يسبب لهم ألما في أزمنة وأماكن النزاع. وبفضل إسهام تشيردلنز ريليف بيت لحم، ظلت هذه المؤسسة واحة هانئة للأكثر ضعفا، وسطعت كمنارة رجاء بالنسبة لقدرة تغلب المحبة على الكراهية والسلام على العنف.
وللمرضى الشباب وأفراد أسرهم المستفيدين من مساعدتكم، أود القول بكل بساطة: "البابا معكم"! هو اليوم معكم شخصيا ولكنه، وفي كل يوم، يرافق روحيا بأفكاره وصلواته، كل فرد منكم، سائلا الله القدير أن يرعاكم بعنايته الدائمة.
وصف الأب شنيدريغ هذا المكان "بأحد أصغر الجسور المبنية من أجل السلام". أما الآن وقد ارتفع عدد الأسرة من أربعة عشر إلى ثمانين سريرا ويتم الاهتمام سنويا بحاجات آلاف الأطفال، فلم يعد جسرا صغيرا! فهو يجمع أشخاصا من بلدان ولغات وديانات متعددة، باسم ملكوت الله، ملكوت السلام (راجع روما 17،14). أشجعكم من كل قلبي على مواظبة رسالتكم في إظهار المحبة لجميع المرضى، الفقراء والضعفاء.
واحتفالا بعيد العذراء سيدة فاطمة، أود اختتام كلمتي طالبا شفاعة مريم في ما أمنح الأطفال والجميع بركتي الرسولية. لنصلي:
يا مريم، شفاء المرضى، وملجأ الخطأة وأم الفادي: نتحد مع الأجيال الكثيرة التي دعتك "مباركة". أصغي لأبنائك نحن الذين ندعو اسمك. لقد وعدت أطفال فاطمة الثلاث: "في النهاية، سينتصر قلبي الطاهر". ليكن كذلك! فلينتصر الحب على الكراهية، التضامن على الانقسام والسلام على كل شكل من أشكال العنف! وليعلمنا الحب الذي حملته لابنك أن نحب الله من كل قلبنا، وكل قوتنا وكل نفسنا. فليرنا الله القدير رحمته ويشددنا بقوته ويغمرنا بكل خير (راجع لوقا1، 46 ـ 56). نسأل ابنك يسوع أن يبارك هؤلاء الأطفال وكل الأطفال المتألمين في العالم أجمع كي ينالوا صحة الجسد وقوة العقل وسلام النفس، ويدركوا خصوصا بأنهم محبوبون بمحبة لا حدود لها: محبة المسيح التي تفوق كل معرفة (راجع أفسس 3، 19).
آمين.