بيت لحم، الأربعاء 13 مايو 2009 (Zenit.org). – “أشكر الله الكلي القدرة لأنه منحني نعمة المجيء إلى بيت لحم، لا لأكرم المكان الذي ولد فيه المسيح وحسب بل لأكون إلى جانبكم أيضا، أيها الأخوة والأخوات بالإيمان في الأراضي الفلسطينية”، بهذه الكلمات خاطب البابا المؤمنين الفلسطينيين في مطلع عظته خلال القداس الإلهي في باحة كنيسة المهد.
وأضاف البابا: “يتجه قلبي بنوع خاص إلى الحجاج القادمين من غزة الممزقة نتيجة الحرب: أسألكم أن تبلغوا عائلاتكم وجماعاتكم معانقتي الحارة لها وتعبروا عن تعازي على الخسائر والصعاب والآلام التي تكبدتموها”. </p>
وتابع: “كونوا على ثقة بتضامني تضامني معكم خلال مسيرة إعادة التعمير وبصلواتي كي يرفع الحصار بأسرع وقت”.
رسالة بيت لحم
إنطلاقًا من الوعود الكتابية لفت الأب الأقدس إلى أن بيت لحم بالنسبة إلى رجال ونساء كلم مكان، “مرتبطة برسالة الولادة الجديدة والتجدد والنور والحرية”. واعترف بأنه “مع ذلك فإن هذا الوعد الرائع يبدو بيننا بعيدا عن أن يتحقق! وتبدو بعيدة مملكة السلام والأمن والعدل والكمال”.
ولكن في بيت لحم “وسط مختلف أنواع التضاربات، تصرخ هذه الحجارة “البشرى السارة”، رسالة الفداء التي دعيت هذه المدينة قبل غيرها إلى إعلانها على ملء العالم”.
وتابع قائلا: “وهذا ما تدعونا إليه رسالة بيت لحم: لنكون شهودا لانتصار محبة الله على البغض والأنانية والخوف والضغينة التي تشل العلاقات الإنسانية وتولد انشقاقات بين الأخوة، الواجب أن يعيشوا بوحدة، ودمارا حيث ينبغي أن يبني البشر، ويأسا حيث يجب أن تتفتح براعم الرجاء!
شهود لعظمة الحياة الجديدة
وردد البابا على مسامع حاضريه هذه الكلمات الفصحية التي تلفظ بها في زيارته إلى الأراضي المقدسة البابا يوحنا بولس الثاني: “لا تخافوا!”. وتابع: “اتكلوا على صلوات وتضامن أخوتكم وأخواتكم في الكنيسة الجامعة واعملوا بمبادرات عملية على تمتين حضوركم وتوفير إمكانات جديدة إلى الراغبين في الرحيل”.
“كونوا جسر حوار وتعاون بناء في صنع ثقافة سلام تتخطى الجمود الحالي للخوف والأعمال العدوانية والحرمان. ابنوا كنائسكم المحلية فتجعلوا منها مختبرات حوار ومسامحة ورجاء وكذلك أيضا مختبرات تضامن ومحبة عملية”.
وتابع: “وقبل كل شيء كونوا شهودا لعظمة الحياة، الحياة الجديدة التي وهبنا إياها المسيح القائم من بين الأموات، الحياة القادرة على إنارة وتبديد الأوضاع الإنسانية الأكثر ظلمة ويأسا”.
“إن أرضكم لا تحتاج فقط إلى بنيات اقتصادية وسياسية جديدة، إنما وبشكل أهم ـ بإمكاننا أن نقول ـ إلى بنية تحتية “روحية” قادرة على بلورة طاقات جميع الرجال والنساء ذوي الإرادة الطيبة في خدمة التربية والنمو وتعزيز الخير المشترك”.
وأردف: “لديكم الموارد الإنسانية لبناء ثقافة السلام والاحترام المتبادل القادرين على ضمان مستقبل أفضل لأبنائكم. أمامكم هذه المهمة النبيلة. لا تخافوا!”.